إدريس الأندلسي
تعيش ساكنة تمارة و خصوصا تلك التي تقطن بكيش لوداية و الوفاق و المغرب العربي محنة كبيرة في الخروج و الدخول إلى مقر سكناهم. أغلبهم يشتغل بالرباط أو يضطر للانتقال إليها لقضاء حاجياته الإدارية أو الحصول على خدمات صحية أو تعليمية أو تجارية. عرفت تمارة توسعا عمرانيا كبيرا جعلها تتسع غربا في إتجاه الشاطىء و جنوبا في إتجاه الصخيرات و شرقا في إتجاه عين عودة. و يؤكد بعض المطلعين على عدد ساكنتها أن تمارة يقطنها أزيد من مليون نسمة أي أكثر من الرباط.
أغلب السيارات التي تجوب شوارع الرباط تحمل رقم 4 المخصص لتمارة و الهرهورة و الصخيرات. و ترجع أسباب إختيار آلاف الأسر اقتناء سكن بتمارة لعوامل مرتبطة بأسعار العقار المنخفضة بالنسبة للرباط و حتى لتكلفة المواد الغذائية التي يمكن اعتبارها منخفضة بنسبة مهمة بالنسبة لأسواق العكاري و وسط المدينة و اكدال و حسان و حي الرياض.
تزداد حركة السير خلال أوقات الذروة بشكل كبير. تختنق حركة المرور بفعل عدد السيارات الآتية عبر شوارع المهدي بن بركة أو من شارع عبد الرحيم بوعبيد للدخول إلى كيش لوداية و الوفاق أو للأحياء الموجدة في المغرب العربي. و الكثير من سكان تامسنا يمرون عبر هذه الشوارع. أسباب هذه المعاناة متعددة. فرغم توسيع الشوارع يظل إرتفاع عدد السيارات عاملا مؤثرا في زخم حركة السير. المشهد يزداد سوءا بالنسبة للمتجهين إلى كيش لوداية و الوفاق عبر شارع عبدالرحيم بوعبيد و خصوصا عند مدار المسجد الذي يتوسط سوق كيش لوداية. هذا المسجد تحيط به حديقة داخلية كبيرة يمكن إستعمال جزء منها لتوسيع الطريق الأكثر ازدحاما في تمارة. و يظل توسيع شبكة التراموي الحل الكبير الذي ينتظره سكان تمارة.
و لأننا في شهر رمضان، فكثير من مظاهر ” الترمضينة” تؤسس سلوكا عدوانيا لدي بعض سائقي العربات و الشاحنات. و يزيد ” قاموس المعيار” كما تغنى بذلك المرحوم الفنان العمري في أغنية ” حكايتي مع نسيبتي حكاية…”. يذهب الوقار ليترك المجال للعنف اللفظي و يكتفى الناس بتوجيه اللوم للشيطان الرجيم الذي يستغل صعوبة حركة السير ليسلب ” العاقلين الصائمين” توازنهم و يعري عن قناع يتم وضعه في المناسبات. و سيستعمل القناع بعد الفطور و تدخين سيجارة و التوجه لصلاة التراويح ثم سيسقط بعد الرجوع إلى الانغماس في واقع تغلب عليه ثقافة العنف.