إدريس المغلشي
مدير اقليمي تحت التمرين .
لاشك ان المدير الاقليمي لمديرية مراكش دخل المدينة وهو يتحسس أطرافه كلما صافح احدا من كثرة التحذير كما وقع للقروي الذي حذره اهله من شمتة السراق في السوق فقضى يومه متعبا جائعا يردد لازمته المعروفة كلما سأله الناس عن ثمن البيع وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا :”شحال ثمن البقرة…!!!! ”
دون ان يتمكن من بيعها فرجع قافلا لايلوي على شيء.
لقد عاش صاحبنا نفس الموقف حذرا قبل قدومه وبعد استقراره بأيام معدودات. كيف لا وهو يشرف على مدينة عاصمة الجهة تجر وراءها تاريخا طويلا من الإعفاءات للمسؤولين وعدم الاستقرار التربوي لاسيما وهي تتمتع بخاصية الصعوبة وحجم الموارد والتحديات والاكراهات .
بعد تنصيبه أواخر شهر يناير 2021 والرأي العام يتتبع خطوات هذا الرجل وكيف سيتحرك في أرض ملغومة تحتاج لدربة ودراية لاشك أن من أهلوه لهذه المهمة الصعبة واعون بدقة المرحلة .دون أن ننفي معطى آخر أساسي أنه حاز ثقة الرجل القوي واللاعب الرئيسي في الوزارة الذي تتكسر على صخرته كل قرارات التغيير. فلقد استطاع في زمن ولايته عقد ونصف بالتمام والكمال أن يثبت رجاله في المواقع المهمة لقطاع التربية وان يحميهم من كل نوائب الدهر . تعصف القرارات بالوزراء وهو باقي مابقي الدهر . فلعل وافدنا الجديد يستمد قوته من هناك .
التغيير بقطاع التعليم مكلف وله خطورته كما هي استراتيجيته والتي تبدو منذ مدة ليست باليسيرة غير واضحة .مراكش حظها العاثر أن تعيش على وقع التردد وفي بعض الأحيان الفوضى .لايجادل إثنان ان مدير الأكاديمية قدم مجهودا معتبرا في تحسين آداء الجهة رغم بعض المطبات التي تنبعث مرة من هنا وفي أحايين كثيرة من هناك . لقد كان رجل إطفاء بامتياز نظرا لحسه الإستباقي وتدخلاته التي تسهر على كل صغيرة وكبيرة . لكن يبدو أن المدير الإقليمي بمراكش خطا خطواته الأولى بشكل غير إيجابي وحتى لايسارع البعض لاتهامنا بالاستهداف لهذا الرجل فالمدة التي مرت وهو يشرف على تسيير مراكش الى حدود الساعة ثمانية أشهر كاملة غير منقوصة وهي مدة كافية بأن تعطي انطباعا أوليا على فكر ومنهجية التدبير لديه .
ثلاث ملاحظات أساسية لايمكن اغفالها حتى لانكثر على الرجل والا فالأصداء القادمة من مكتبه العامر هناك لاتبشر بخير .
أولى الملاحظات أن المدير الإقليمي قدم تصريحا أوليا لفترة لم يسيرها وكان الأحرى به أن ينسبها لصاحبها ويتفاعل معها في إطار مايسمى باستمرارية الادارة .
الثانية :غياب التواصل وهي نقيصة مدمرة قد تعصف بمستقبله بعدما فشل في بناء علاقة مع المحيط القريب والبعيدفالنجاعة لاتعني الحدة في الكلام وعدم احترام الآخر بل كثير من التدابير والاجراءات تقوم بها الاطر احتراما لوظيفتها وليس خوفا ولاطمعا بل إن بعض المفردات المشجعة والتحفيز كفيل بأن يخلق دينامية جماعية قادرة على رفع التحدي عوض السقوط في الاحباط والاستهداف الخاوي . وماعاشته بعض المؤسسات من سوء تدبير لعملية التلقيح التي بدات بشعارات كبيرة وواكبتها سلوكات مشينة وفوضى توضح اننا في زمن التدبير بالتقسيط مما يوضع أننا بالفعل لانمتلك استراتيجية والسؤال المطروح لماذا جاء مقترح الرفع من عدد المراكز بعد صدور بيانات في الموضوع وحقيقة قصور المقاربة الاولى والتي تحمل فيها السادة المديرون العبء الأكبر ؟
الم يكن مناسبا اشراكهم في منهجية تدبير عملية معقدة من حجم التلقيح والتي تراهن الدولة على تحقيق السبق فيها وتثمين المكتسبات أم ان السيد المدير الاقليمي يدبر المرحلة بمنطق الضيعة ؟
كل الردود المستفزة والخارجة عن اطار اللباقة واخلاق المهنة مرفوضة وهي نتيجة طبيعية لمسؤول يريد تدبير قطاع صعب لوحده .
الثالثة : الاعتماد على الصور المناسباتية في الانشطة الاعتيادية وفي اطار القيام بالواجب ليس امرا مستحسنا فلايمكن أن تغطي تلك الصور على الاختلالات فالاهم الحصيلة والمؤشرات وليس البوم صور سيركن جانبا متى استجد مستجد .
اتمنى وانا اكتشف ان بطل هذا المقال يتمتع بقريحة شعرية عذبة لاشك أنها قيمة مضافة في قطاع حيوي ستغني الساحة الفنية في مدينة سبعة رجال احتفاء بنجاح مأمول وانتصارا على كل المعيقات التي ظهرت من خلال التدبير ونسعى جاهدين من اجل القضاء عليها .