2898
في مشهد سريالي جديد يليق بمدينة الألف ساحة، أتحفتنا جماعة مراكش بحملة إعلامية صاخبة، تبارك فيها انطلاق أشغال بناء مرآب “الحارثي”، ذلك المشروع الذي يبدو أنه انطلق بقوة الخيال قبل قوة القانون !!
حيث الأشغال بدأت، الصور انتشرت، القصاصات الصحفية أعدت، لكن هناك تفصيل صغير تم تجاهله… الرخصة !
نعم، مرآب الحارثي يدخل التاريخ من بابه الخلفي، باعتباره أول مشروع في مراكش – وربما في المغرب – ينطلق بورقة إعلامية بدلًا من رخصة بناء قانونية. ملف المشروع لا يزال يتخبط بين مكاتب الجماعة، ينتظر أن يوقعه نائب العمدة المفوض بقطاع التعمير، بعد أداء مستحقات الضرائب العالقة… لكن من يحتاج إلى توقيع حين تكون الكاميرا حاضرة، والزغاريد تملأ الفضاء ؟
هل تحولت الجماعة من هيئة تنظيمية إلى “منعش عقاري هاوي ” ؟ وإذا كانت هي، بحجمها ومقامها، تخرق القانون جهارًا نهارًا، فبماذا ستواجه المواطن البسيط الذي بنى مرحاضًا بدون ترخيص ؟ هل سنرى الوالي يتدخل لإيقاف الأشغال وتحرير محضر المخالفة كما يفعل مع باقي المواطنين ؟ أم أن القانون لا يُطبق على الذين “ينطلقون إعلاميًا ” قبل أن ينطلقوا إداريًا ؟
يبدو أن شعار المرحلة في مراكش أصبح: “ ابنِ أولًا، ورخّص لاحقًا، أو لا ترخص أبدًا … فالجماعة قدوتك! ”
في انتظار أن تُوقّع الرخصة يومًا ما، نتمنى أن لا يُنهى المشروع قبل ذلك، لأننا قد نجد أنفسنا بصدد افتتاح مرآب “غير شرعي” رسميًا… بمباركة الجماعة !!