أقيمت يوم الإثنين بالنرويج مراسيم تشييع جنازة النرويجية مارين أولاند، إحدى السائحتين الاسكندنافيتين اللتين قتلتا في 17 دجنبر بمنطقة إمليل (إقليم الحوز).
فبعد أكثر من شهر على جريمة القتل، جرت مراسيم الجنازة إحياء لذكرى مارين أولاند في كنيسة “تايم”، بجنوب غرب النرويج، بحضور على الخصوص سفيرة المغرب في النرويج، لمياء الراضي، ووزير الصحة النرويجي بينت هوي، وعائلة وأصدقاء الضحية، فضلا عن العشرات من الطلاب.
وخلال هذه المناسبة، أعريت السيدة الراضي عن تعازي المغاربة جراء هذا “الفعل المشين”، مشيرة إلى أنه “لا يمكن للكلمات أن تخفف من معاناة هائلة ورهيبة لحقت بمارين، أو أن تخفف الألم والحزن عن عائلتها”.
وأوضحت الدبلوماسية أنه “في هذه الفترة الحالكة التي نجتازها، عندما تنبعث الهمجية لتفتك بالأبرياء وتعمل على ترويعنا وتؤلب الناس ضد بعضهم البعض، علينا أن نتذكر من نحن، وأن القيم الإنسانية التي نتشاركها كبشر هي أسمى من أي اعتبار آخر”، مجددة دعوة المغرب “لعالم متحد” وأن “يقف المسلمون والمسيحيون واليهود في صف واحد لمحاربة جميع أشكال التطرف”.
وفي هذا الصدد، ذكرت السفيرة بخطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 63 لثورة الملك والشعب، والذي أكد خلاله أن “الإرهابيين باسم الإسلام ليسوا مسلمين، ولا يربطهم بالإسلام إلا الدوافع التي يركبون عليها لتبرير جرائمهم وحماقاتهم. فهم قوم ضالون، مصيرهم جهنم خالدين فيها أبدا”.
كما قرأت السيدة الراضي مقتطفات من الرسائل التي تم جمعها في المغرب من طرف جمعية “ماروكان بلوريال”، والتي سيتم تضمينها في كتاب وطني للتعازي ويقدم لاحقا لعائلة الضحية.
وضمن ما قرأته نقلا عن تلاميذ مدرسة “شيب” بمنطقة إمليل: “عزيزتي مارين(…) اليوم، وادي إمليل كله يبكي، وقلوبنا أيضا. منذ أن رحلتما والطيور لا تغرد. السماء زرقاء ولكن الرياح حزينة ورمادية. لقد رأينا بعض صوركما، ابتسامتكما جميلة جدا. عقول أطفال مثلنا تفكر ولكنها لا تستطيع أن تستوعب. أعذرونا”.
وفي رسالة مؤثرة، قالت والدة الضحية إنها “هي وأسرتها يدكون أن الشعب المغربي ليس له علاقة بهؤلاء القتلة”؛ مضيفة أن “هؤلاء الإرهابيين اللذين كانوا يريدون فصل النرويجيين والمغاربة فشلوا، لأننا أقوى ولن ننحني”، داعية سفيرة المغرب بالنرويج إلى نقل” رسالة السلام هذه إلى المغاربة”.
وبعد خطاب مؤثر من صديقة لمارين، ترين نومي، قال وزير الصحة النرويجي بينت هوي إنه “لا يمكننا التخفيف من الحزن، ولكن يمكننا أن نبكي معكم”.
وقد أقيمت جنازة السائحة الدنماركية لويسا فيستيرغر يسبرسن في 12 يناير بالدنمارك.