الألعـــــــاب
كان أهم فنان في الألعاب لاعب الدراجة العادية حمودة البيضاوي . كان يسير الدراجـة كمـا يشاء ، يقـف عليها أو يعكس الركوب ، يقفز منها فتدور وحدها ، ويعود للركوب عليهـا بقـفـزة أخـرى . وكان يثير إعجـاب ودهشة الجمهـور الـواسـع الـذي يتـابع حلقتـه ويمنحـه مبـالغ محترمة يوميا . هناك لاعـب آخـر في ميدان ” السحر ” كما يزعم ، يحرق الأوراق المالية أمامك ثم يضع الرماد بين لوحتين وتعود الأوراق المالية كما كانت ، ويستمر في ألعاب أخرى . كان يطلب من الجمهور أن يصفق ويصرخ : اللهم أعـز الطلبة عدة مرات . وهناك أيضا ألعاب الرماية بواسطة بنادق تعمل بالحبات ، ومقابل مبلغ مالي يؤديه المتنافس يجب أن تصيب الحبة رقما معينا أو هدية ما . لكـن مـن النادر جدا أن يوفق أحد ، فيستطيع الوصول إلى الرقم أو الهدية . بالإضافة إلى الألعاب التي يمارسها مروضـو الأفاعي ، الذين يقدمون أنفسهم على أنهم من سلالة سيدي بن عيسى دفين مكناس ، والذين يلاعبون الكوبرا ، وقـد لسعت وقتلت عددا منهم في الساحة . وكذا أبناء سيدي رحـال الـولي الصالح دفين زمـران – كما يزعمـون الذين يشربون الماء المغلي على نغمات الغيطة والبندير .
التسـول
ارتبطت السـاحة بظاهرة التسـول رغـم محاربـة السلطات لها ، والتسـول القديم نوعان : نوع محلي حيث يقـوم ذو حاجـة أو جماعـة مـن المكفوفين بالتسـول في مكان معين ، يقـع عـادة أمام مقهى فرنسا في الطريـق المؤدية إلى سوق السمارين ، أو فـرد ، رجلا كان أو امرأة ، واشتهرت ” عيشـة ريـال ” التي تدعي أنها بكماء ، وتسكن أحد الأحياء الأندلسية في المدينة القديمة ، وقـد أشـيع عنها أنها تملك الملايين . وهناك أسلوب تسـول غير مباشر يجري باتفاق بين بعض ” الحلايقية ” والمتسول ، فبينما يكـون فـنـان الحلقة في خضـم حديثه ، يقتحم أحـد الأشخاص الحلقة ، ويجلس في الوسط متظاهرا ببتر يديه ، ويصرخ ” الحلايقي ” موبخا إياه : ما الذي جاء بك ؟ لست مسؤولا عمـا أصـابك ؟ يشفق الناس على المعاق ويضعون مايجودون بـه مـن المال في جيب سترته ، ثم بغـادر الحلقـة يـتم اقتسـام المـدخول بين ” الحلايقي ” والمعاق ، باتفاق مسبق بينهما . وهناك أسلوب آخـر مـن التسول يقوم به أشخاص نساء أو رجال ، يدعون انقطاع السبل بهم بعد أن ضاعت نقودهم وهم يرغبون في مبلغ مـن المـال ، قـصـد الـعـودة إلى مدنهم ، لكنهم لا يبرحـون الساحة ومحيطها .