دور السلطة في الساحة
تعرف الساحة بنايات تشكل مظہريا ونفسيا جہازا مخوفا لمراقبـة السـاحة وحمايـة زوارهـا عـنـد الاقتضاء تنتصب دائرة الأمن الوطني في موقع مركزي مع سمعة تثير الرعب ، وتنتصب أمامها الدائرة الوسطى ، وهي تتبع وزارة الداخلية وتتوفر على جهاز أمني للقوات المساعدة . وكانت في الأصل توجد في بناية قديمة تم نقلها إلى بناية جديدة تليق بالمقام ، وتقع مؤسسة بنك المغرب القديمة في الجزء الشـرقي مـن السـاحة وبجوارهـا مؤسسة البريد ، وسـوق الجديد في الجنوب ، والذي يتوفر على مطاعم في دكاكينه للغذاء ، لأن السـاحة تتحـول مسـاء إلى مطاعم للعشـاء تنافس مطاعم سـوق الجديد . ويتـوفـر هـذا السوق ، الذي بالجديد بعد تجديد دكاكينه العشوائية . يتوفر على سمي دكاكين الحلاقين وأكواخ الخبـازات ، وبجواره يقع مقهى السوربون القديم ، الذي تحول إلى مقهى أركانة -كما ذكرنا سابقا- . وأمام هذا المقهى كان هناك حمام تقليدي تحول إلى مسجد للصلوات الخمس ، إلى جانب مقهى فرنسا ومقهى ” لكلاص ” . وتمـارس السلطتان الأمنية والمحلية رقابتها من خلال عناصر تعمل مباشرة مع هاتين الإدارتين مثل الشيخ والمقدم ، أو عن طريق مجموعة هائلة من المخبرين الذين يبلغون السلطتين بأي جديد يقع في الساحة ، فإذا شـرق أحـد الـزوار والتجـا إلى الأمن ، فإن محفظته أو نقـوده التي ضاعت منه عن طريق الخـداع مثلا ، تعاد بسرعة نتيجة الضبط المفروض في الساحة . وتغض السلطة بصرها عن الشكاوى التي لم تصلها ، وعن الممارسات التي تقوم بها العناصر الاستخباراتية كبيع السجائر بالتقسيط وهـو أمـر ممنـوع ، أو ممارسات أخـرى تتعلق بسبل العيش ، ويستفيد الأعوان من هذه الأعمال مـواء كانت ممنوعة أو مشروعة ، لكن الصمت والسرية سيدا الموقف ، فلا أحد يتكلم عن الآخر مادام الأمر يتعلق بمصلحة واحدة ، بقاء الساحة مزدهرة معنويا وماليا .