مرّت الشهور ولا شيء تغيّر سوى ازدياد المعاناة آلاف العائلات مشردة آلاف المنازل مهددة بالسقوط آلاف الأرواح تائهة بين وعود كاذبة وإهمال فاضح أين ذهب الدعم؟ أين هي خطط إعادة الإعمار التي وُعد بها المواطنون؟ لماذا تُرك المتضررون ليواجهوا مصيرهم وحدهم؟
في قلب مراكش المدينة العتيقة التي تبهر العالم بجمالها وأصالتها تتداعى جدرانها بصمت كئيب البيوت المتشققة تنذر بكارثة وشيكة في أي لحظة قد يسقط سقف على رؤوس أصحابه قد تنهار زقاق بأكملها على سكانها بينما يمر السياح بين هذه الجدران المهترئة يلتقطون الصور ويستمتعون بجمالية المكان دون أن يدركوا أن خلف هذه الواجهات الباهية مأساة إنسانية صرخة استغاثة لم تجد من يسمعها أو يستجيب لها
عائلات هجرت منازلها مرغمة لم يكن أمامها خيار البعض لجأ إلى أقاربه يقتسم معهم لقمة العيش والسكن والبعض الآخر وقع ضحية جشع الكراء الذي انفجرت أسعاره بلا رحمة فقراء وأيتام وأرامل تقطعت بهم السبل ينتظرون دعما لم يصل ينتظرون التفاتة لم تأت ينتظرون حلا يزداد بعدا كل يوم
ضاعت آمال المتضررين بين وزارة الداخلية ووزارة الإسكان والعمران وعود تتكرر قرارات تتأرجح إجراءات متأخرة وتعقيدات إدارية جعلت إعادة الإعمار مجرد سراب كيف لملف بهذه الخطورة أن يضيع وسط دوامة من البيروقراطية البطيئة؟ كيف يمكن تفسير هذا البطء القاتل في إعادة بناء منازل تهاوت فوق رؤوس أهلها؟ من يتحمل مسؤولية هذا الإهمال؟
التوجيهات الملكية كانت واضحة صارمة لا مجال للتهاون لكن التنفيذ على الأرض جاء عكس ذلك ماذا يحدث؟ هل هناك استهتار بمعاناة المواطنين؟ هل هناك عرقلة متعمدة للمساعدات؟ من المستفيد من هذا التأخير الذي يزيد من معاناة المنكوبين؟ لماذا لا تزال آلاف الأسر في قائمة الانتظار بينما يُفترض أن تكون قد عادت إلى منازلها منذ شهور؟
المسؤولون يختبئون خلف مكاتبهم بينما المواطنون يكافحون للبقاء هؤلاء المتضررون ليسوا مجرد أرقام في تقاريركم إنهم آباء وأمهات وأطفال بلا مأوى بلا استقرار بلا كرامة هل تنتظرون سقوط ضحايا جدد تحت أنقاض منازل متصدعة حتى تتحركوا؟ هل تنتظرون أن تتحول مراكش إلى مقبرة منسية حتى تدركوا فداحة ما تفعلونه؟
الكوارث الطبيعية قَدَرٌ لكن ما يحدث اليوم وصمة عار في جبين المسؤولين كيف لمدينة تاريخية بحجم مراكش أن تترك جدرانها تتآكل وأهلها يُهانون في انتظار المجهول؟ أين هي الدولة التي تقف مع مواطنيها في المحن؟ أين هي الحكامة التي تُبشرون بها في كل خطاب؟ أين هي العدالة الاجتماعية التي تتحدثون عنها بينما ينام المواطنون في العراء؟
باش نزيدوا القدام ونستاهلوا أحسن نحتاج مسؤولين في مستوى المسؤولية نحتاج قرارات جريئة نحتاج تنفيذًا سريعًا نحتاج إنقاذًا عاجلًا قبل أن يستيقظ الجميع على كارثة أشد من الزلزال نفسه