آخر الأخبار

مراكش تغرق من جديد… والعمدة الغائبة تعود لمعاينة أطلال الوعود

مرة أخرى، تسقط بضع قطرات من المطر، ومرة أخرى تغرق مراكش، المدينة التي لطالما تباها مسؤولوها بمشاريع التهيئة والبنية التحتية “الحديثة” و”المتطورة”. 25 دقيقة فقط كانت كافية لتحويل شوارع المدينة الحمراء إلى بحيرات آسنة تكشف المستور، وتفضح ما تحاول المجالس المتعاقبة طمسه خلف اللافتات الوردية لتقارير الإنجاز، وعلى رأسها السيدة العمدة، فاطمة الزهراء المنصوري، التي تعود أخيراً لمدينتها بعد غياب امتد قرابة شهرين، لتجد مراكش، كعادتها، تغرق في أول اختبار بسيط للأمطار.

هذه المرة جاء الدور على شارع اليرموك وشارع حمان الفطواكي، حيث لم تجف بعد آثار أشغال التهيئة التي سبقت الاجتماع السنوي للبنك وصندوق النقد الدوليين، حتى فضحت المياه ضعفها وهشاشتها. ولا ينسى المراكشيون بعد، نفس المشهد الكارثي بشارع عبد الكريم الخطابي، الذي “احتفل” بسقوط أولى الأمطار بانهيار جزء من بنيته التي تم تجميلها بنفس السرعة التي جُهز بها لاستقبال الوفود الدولية في تلك المناسبة.

 

وكأن المدينة لا تعني لعمدتها سوى محطة عابرة بين سفر وآخر، وبين ظهور نادر وآخر في وزارة إعداد التراب الوطني، حيث يسجل المهتمون نفس الغياب المتكرر وقلة التأثير، رغم أن ولايتها الوزارية تقترب من نهايتها دون أن تترك وراءها أثراً يذكر.

الغريب أن السيدة العمدة، التي قدمت خلال ولايتها الأولى (2009-2015) مشروع حماية مراكش من الفيضانات كواحد من أبرز إنجازاتها ووعودها الانتخابية، تبدو اليوم غائبة حتى عن مجرد تبرير هذا الفشل المتكرر، فما بالك بتقديم حلول أو تحمل مسؤولية سياسية واضحة.

مدينة بمكانة مراكش، يفترض أن تكون واجهة حضارية واقتصادية وسياحية، تجد نفسها في كل مناسبة تحت رحمة شبر من المطر، في مشهد يتكرر كل موسم، فيما غياب العمدة لا يتغير، والتبريرات الجاهزة أيضا لا تتغير: “الانشغال بالوزارة”.

ومع قرب انطلاق معرض “Gitex Africa” هذه الأيام، وعلى بعد خطوات فقط من شارع اليرموك المغمور بالمياه، تجد مراكش نفسها مرة أخرى أمام اختبار عالمي جديد… فهل ستتدارك السيدة العمدة الموقف أخيراً، أم أن زيارتها المرتقبة ستنتهي كما بدأت، بتصريحات عامة وجولات بروتوكولية، قبل أن تعود لغيابها المعتاد تاركة المدينة تترنح بين المشاريع المرتجلة ومواسم الفيضانات