آخر الأخبار

مراكش تفقد أحد أعلامها الكبار . محمد النور الوفا في ذمة الله

انتقل الى عفو الله الفقيه والعالم الجليل مولاي محمد النور الوفا السباعي بعد ظهر اليوم الخميس بعد معاناة مع مرض عضال لم ينفع معه علاج . الفقيد من مواليد 1933 من سلالة العلم والصلاح بأولاد عيسى وهو ابن عم محمد الوفا ، وزير التربية الوطنية السابق .
نشأ في كنف العلم ، حيث يعد من حفظة  القران الكريم بعدة قراءات ، قبل أن يحفظ المتون الشرعية منها الشيخ خليل والشاطبية والبردة والهمزية والزقاقية و علوم اللغة العربية من نحو وبلاغة ومنطق وتراكيب و تصريف . التحق بجامعة ابن يوسف التي نهل من علومها و استفاد من حلقاتها العلمية . بعدها مارس مهام التدريس و التفتيش والتاطير التربوي ، الى جانب اهتمامه السياسي في علاقته بالنضال الوطني في اطار حزب الاستقلال .
كما كان مهتما بثقافة المناقب والانساب ومتمكنا ومن عادات وتقاليد القبائل الصحراوية ويثقن اللهجة الحسانية مما اهله ليكون من خبراء ملف قضيتنا الوطنية التي دافع عنها ويتم الرجوع اليه في عدة قضايا . و قد عين مستشارا ثقافيا بالسفارة المغربية الموريتاتية لمدة معينة .
و كان بيته ملتقى للعلماء والادباء والديبلوماسيين ومختلف الشرائح الصحراوية . و جلساته لاتخلو من نفحات روحانية ومساجلات فقهية وادبية ، كما كان يحرص على أن يشنف مسامع الحضور باشعار العرب و ما توراثته فنون القول ، بتميز  في البيان و فصاحة اللسان و تملك لآليات الخطاب العربي الفصيح . كما كانت تسعده انتاجات واصدارات العلماء والفقهاء والادباء المغاربة . فبموته تنكس مراكش علما من اعلامها التربويين االديبلوماسيين . رحمه الله واحسن اليه بالنعيم الذي لا يحول ولا يزول ، واسكنه جنة الفردوس الاعلى وثقل ميزان حسناته ويمن كتابه ، و ألهم حرمه و ابنيه مولاي سليمان و مولاي هشام و كافة اهله الصبر الجميل وانا لله وانا اليه راجعون.
سيشيع جثمانه الطاهر عقب صلاة الجمعة ، بمسجد جوهر حي تاركة ، قبل أن يوارى التراب بمقبرة باب دكالة .