حظيت مدينة النخيل بالزيارة الملكية الميمونة ، و ظهر محمد السادس بشوارع المدينة يلوح بيديه للمراكشيين الذين ينتظرون زيارته لمدينتهم على أحر من الجمر ، أولا للتملي بطلعته الكريمة، و من جهة أخرى ما تخلفه الزيارة من بث للروح بالسلطات المحلية و المنتخبة التي تشرع في تجميل واجهة المدينة . إلا أنه بعد تعيين كريم قسي لحلو واليا على المدينة لم يظهر لتلك الاستعدادات أي أثر.
ففي الوقت الذي ظل المسؤولون السابقون يسارعون الزمن لتهيئة المدينة، خصوصا بعد انطلاق مشروع الحاضرة المتجددة لتتبع الشغال الجارية بها، دأب لحلو منذ تعيينه على القيام ب ما يسمى عند المراكشيين ” دويرة ” أو ” تيسرح رجليه ” وسط هالة من البهرجة، لزيارة المدينة العتيقة ، وتفقد هذه الأشغال النمطية التي خلف بعضها العديد من الاحتجاجات، والتي سرعان ما ظهرت بها العديد من المشاكل.
و تزامنا مع الزيارة الملكية وقبلها بقليل شهدت المدينة العديد من الاحتجاجات، لم يحرك معها الوالي ساكنا، و لم يكلف نفسه عناء البحث و التحقيق في أسبابها و ملابساتها، فقد سبق للمكفوفين المعطلين أن طالبوا بتوفير الشغل، واحتجوا على ويلات العطالة التي ظلت تلاحقهم، قبل أن تشهد المدينة احتجاجات ضحايا التعويض عن السكن غيراللائق، الذي يطالبون بإعادة النظر في الطريقة التي استفاد بها البعض و أقصت الآخرين، كما عرفت المدينة صرخة محبي فريق الكوكب المراكشي الذين هبوا للاحتجاج على ما يعرفه الفريق من انتكاسة، سواء على مستوى النتائج أو التسيير ، الأمر الذي لم يعره الوالي أية اعتبار، بل لم يكلف نفسه عناء الحضور للملعب لتتبع مباريات الفريق ، في الوقت الذي أصر على مشاهدة مباراة الديربي البيضاوي، مكتفيا خلال مقابلة الكوكب وأولمبيك آسفي ب ” التفرج ” على تخريب الملعب وإهانة رجال الأمن و الدرك.
هذا في الوقت الذي نظمت وداديات الحي العسكري الممثلة لقدماء المحاربين و متقاعدي العسكريين وأسرى الحرب و أرامل و يتامى الجيش، وقفة احتجاجية يوم السبت 2 فبراير الجاري، للتنديد بما أسمته ” هزالة الحوار الذي دام زهاء 8 سنين ، والذي تعاقب عليه أربعة ولات ، وتوج بإقفال باب الحوار بعد تنصيب كريم قسي لحلو واليا رغم مراسلته مرار وتكرارا “، كما جاء في رسالة إلى والي جهة مراكش آسفي، بتاريخ 30 يناير الماضي.
و لم يسلم الجسم الإعلامي من لامبالاة الوالي، رغم المراسلة الحضارية التي بعثها الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ، مطالبا بفتح بحث إداري في حادث اقتحام مقر الإذاعة الجهوية من طرف عوني سلطة كانا في حالة سكر طافح، الأمر الذي لم يعره اهتماما ، معتقدا أن الهالة التي سبقت تعيينه والحديث عن علاقة أسرية مع أحد مستشاري الملك ، ستجعل الإعلام في خدمته وتحت طاعته، خصوصا بعد أن تناهى لعلمه ملف ” دار الصحافة ” التي استغلها البعض لنسج علاقات مشبوهة مع ولاة سابقين، وهو لا يدرك أن إعلاميي المدينة و منهم من ناضل في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إبان سنوات الرصاص، ومنهم مناضلين بأحزاب وطنية تقدمية ، قبل تمييع العمل السياسي بإرادة من المخزن الجديد الذي ينتمي له الوالي ، وآخرون شرفاء دخلوا عالم المهنة بجدية و نزاهة كبيرين عكس من يصرون على زيارته في جنح الظلام بحثا عن فتات الموائد.
واقعة الإذاعة الجهوية و إصرار الوالي على أن الاقتحام في وضعية سكر طافح يدخل في مجال اختصاص عوني السلطة ، أكيد ستدخل منعطفات كبيرة قد تتجاوز حدود المدينة و الوطن ككل ، لأن مناضلي الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة، لن يكتفوا بالوقفة الاحتجاجية أمام بوابة ولاية الجهة و التي عرفت مشاركة العديد من فعاليات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية والسياسة، أو ما قامت به المسؤولة عن المحطة من ” لعب عيال ” على حد تعبير الأشقاء المصريين .
ملاحظة لا علاقة لها بما سبق : سيقول البعض ” شكون داها فيك آ الزميطة نهار العيد “، في إشارة إلى أن بعض المواقع الالكترونية المحلية لا تعرف انتشارا كبيرا، حيث سيبقى مجال تأثيرها على الوالي ضعيفا مقارنة مع من قدم نفسه لخدمة الوالي و السلطات المحلية منذ نشأته، لهؤلاء نقول ” احنا و اياكم و الزمن طويل ” .