مع اقتراب نهاية ولاية العمدة الحالية لمراكش، تزداد التساؤلات حول الوعود التي أطلقتها المسؤولة عن المدينة بشأن إنشاء الأنفاق الأرضية لتخفيف حركة السير والجولان. منذ بداية ولايتها، خرجت العمدة ونائبها الأول بتصريحات إعلامية أكدت قرب تنفيذ هذا المشروع الكبير، بل وأشارت إلى أن الدراسات كانت قيد التنفيذ. لكن بعد سنوات من تلك التصريحات، لا يبدو أن أي شيء قد تحقق على الأرض. شوارع مراكش لا تزال تعاني من الازدحام، والعمدة تتحدث عن مشاريع لم تُنفذ بعد.
تصريحات العمدة حول هذه المشاريع لم تكن سوى محاولة لتخدير المواطنين وإعطاء انطباع بتحقيق إنجازات كبيرة قبيل الانتخابات. مع كل يوم يمضي، يزداد الوضع سوءًا، ولا يبدو أن هناك أي تحرك جاد لتنفيذ هذه المشاريع التي كانت جزءًا من الوعود الانتخابية. كما أن غياب الشفافية في التعامل مع الملفات الكبرى يزيد من تساؤلات المواطنين حول مدى جدية هذه الوعود.
رغم الحديث المستمر عن دراسات الجدوى، لا نرى أي خطوات عملية تترجم هذه المشاريع إلى واقع ملموس. وحتى أبسط الحلول التي من المفترض أن تخفف من أزمة المرور، مثل تحسين البنية التحتية وتوفير وسائل نقل بديلة، لم تُنفذ بعد. فالسؤال يبقى: ما فائدة الدراسات إذا لم تُترجم إلى أفعال على الأرض؟
يعيش المواطنون في مراكش معاناة يومية بسبب الازدحام المروري. ومع كل تصريح رسمي، يزداد الشعور بالإحباط بسبب غياب الحلول العملية. لا أحد ينتظر المزيد من التصريحات، بل يبحث الجميع عن حلول فعالة تخرج من دائرة الكلام إلى حيز التنفيذ.
تأجيل المشاريع وتجاهل المعاناة الحقيقية للمواطنين يؤكد أن المسؤولين يفضلون التهرب من المشاكل الحقيقية بدلاً من مواجهتها. إذا استمر الوضع على هذا المنوال، فإن مراكش ستظل مدينة تحت التهديد المستمر للاختناق المروري، دون أن تجد لها مخرجًا.
ومع اقتراب موعد استضافة مراكش لمباريات كأس أفريقيا، تصبح المخاوف أكبر بشأن قدرة المدينة على التعامل مع تدفق الزوار والمشجعين. مع استمرار الأزمة المرورية، هل ستتمكن مراكش من تقديم صورة لائقة للزوار والمقيمين؟ فالأزمة المرورية الحالية لا تتيح مجالًا للشك في ضرورة تحرك سريع وفعّال.
فما هو المبرر للتأخير في تنفيذ المشاريع، خاصة في ظل احتياج المدينة الملحّ لحلول مرورية جذرية؟ وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى مراكش، هل ستكون المدينة مستعدة لاستقبال هذا الحدث الرياضي الكبير دون أن تتحمل عبء الازدحام والاختناق المروري الذي يعيشه المواطنون يوميًا؟
ما تحتاجه مراكش اليوم هو إرادة سياسية قوية لتغيير واقعها، ليس من خلال التصريحات الفارغة ولكن عبر اتخاذ خطوات ملموسة في تحسين البنية التحتية وحل مشاكل المرور. المدينة لا تحتاج إلى المزيد من الوعود، بل إلى أفعال حقيقية تنقذها من اختناقها الحالي. إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن مراكش ستظل رهينة للمشاكل التي تعيق تنميتها وتحدّ من قدرتها على التعامل مع تحديات المستقبل.