ادريس الأندلسي
يعرف الجميع أن الكرة تلعب في ملعب حسب قواعد عالمية يعرفها الجميع بإستثناء بعض أشباه الصحافيين الكراغلة. مرضهم أصبح مزمنا. كل مؤسسة دولية تقول كلمة في حق المغرب تصبح، في نظرهم، خاضعة لجارهم المتميز. تقرير البنك الدولي على تدهور اقتصاد الجزاءر كتبه ” حاقد” مغربي. نسي هذا الخبير الذي وصف اقتصاد ” القوة الضاربة ” بالاعتماد على تصدير المحروقات و استيراد الأكل و الدواء و حتى الحليب و مشتقاته و الزيت و الأرز و العدس و اللحوم، نسي ان الجزاءر كلها ثقة في كل ما يقوله العسكر و الناطق باسمهم. قال صاحب القدرة على تحلية 1،4 مليار متر مكعب يوميا فصدقه العالم أجمع الا المغرب. قال بعض الحاقدين على بلد ” المليار شهيد” أن المليار متر مكعب ممكن ما دام ان من نطق به خبير في الصحة و التعمير و الفلاحة و قول كل شيء يهم عالمه الداخلي المتأثر بكل ما يصاحب الكلام من أصناف المدام.
قالت صحافة تقديس القول” التبوني” المباح و لو أدرك شهرزاد الصباح و بدأ نهار لا يشبه كلام ” النهار ” التي يتماهى أحرار القبايل و الاوراس باسمها الحقيقي المنتقى من كتاب الحيوان. رفقي بالحمار يمنعني من مقارنته بمن تخيل له أنه قادر على إفراغ البحر الأبيض المتوسط لإنتاج ماء صالح للاستعمال الفلاحي و البشري.
يتسع مجال الحقد المرضي لينصب على الأمم المتحدة و على من يصيغون القرارات و التوصيات و على من يصوتون في مجلس الأمن و يدعمون مشروع الحكم الذاتي بجنوب المغرب. حتى لجنة مهرجان السينما الدولي بمراكش نالت نصيبها من حقد الكراغلة الذين لا يمثلون أحرار الجزاءر. من صوتوا لصالح الفيلم المغربي…. اعتبرتهم صحافة الكابرانات أو ما يسميه أحد الأحرار ب” صحافة بو دورو” لا يفقهون في فهم علم السينما. اوافقهم هذا الرأي. أعلم جيدا أن سينما العسكر في الجزائر تجاوزت كبار صناع الأفلام بالجزائر من أمثال صانع فرجة و إبداع فيلم ” عمر كتلاتو” مرزوق علواش الذي حاز الكثير من الجوائز سنة 1976 و الذي صور مجتمعا بتناقضاته و علاقاته الإجتماعية بحبكة درامية متألقة.
جريدة النهار تعودت نهج ” الحمار” في البحث عن الأخبار. شيئا من الحشائش اليابسة الموضوعة أمامها تزيد رغبتها في الكلام التي تفوح به مخلفات البقر و الأغنام. شخصيا أشجع هذه الصحافة على الإستمرار في رفض كل ما له علاقة بالنجاح. و اشجعها على أن تظل وفية لكل الحقائق التي تصدر عن القائد الملهم الذي أفرغ البحر الأبيض المتوسط من ملوحته لخدمة شعبه.
و في إنتظار أن تتحول الحماقات إلى دواء للحقد، يمضي المغرب في تنظيم الملتقيات الدولية في كل المجالات. وصل ملايين السياح إلى مناطق الزلزال بنواحي مراكش بمن فيهم وزراء المالية و الإقتصاد بالعالم أجمع و رؤساء و أعضاء المؤسسات المالية بالقارات الخمس و الالاف من الخبراء العالميين و عبروا عن ثقتهم في مغرب” العز بين الأمم “. هذا الوصف الجميل لتعليق صحافي خليجي خلال الإحتفال بانتصارات المغرب بكثير من مباريات كأس العالم بقطر، كان من الممكن أن يقال في حق الفريق الجزاءري لو تركوا جمال بلماضي يشتغل بعيدا عن العسكر. تدخلوا بكل الأشكال لحرمان شباب الفريق من أخذ فرصتهم في المونديال. المغاربة يحبون إخوانهم الذين يلعبون في منتخب الجزائر و على رأسهم رياض محرز الذي يمثل ذلك الجسر الإنساني الذي ربط و لا زال يربط الدم المغربي بالدم الجزاءري. و النعلة على من خان العهد و الوعد و ظلم الأحرار و اغتال من وهبوا الدماء كي تحيا الجزائر ” فاشهدوا”.