آخر الأخبار

مزوار ما بين زلة اللسان و حدة البلاغ

ربما اخطا وزير الخارجية السابق وامين عام الاحرار سابقا ورئيس الباطرونا بعد ذلك ليس في التعبير عن موقف مما يجري في الجزائر وفي المغرب العربي، لانه يعرف جيدا انه موظف دولة في كل المواقع التي احتلها كما يعرف ذلك الجميع، اذ لايستبعد ان يعتبر الممسكون بالسلطة في الجزائر ان الرجل يتحدث باسم الدولة العميقة التي وظفته في كل المناصب والمواقع، وهذا ما يفسر التاكيد على الجهة المخول لها التعبير عن المواقف الرسمية للدولة وعلى الموقف الذي سبق ان عبرت عنه بعد الترويج لاشاعات واكاذيب من طرف جهات تناصب المغرب العداء .
لكن اللغة الحادة للبلاغ الموقع من طرف وزير الخارجية الذي وصف مزوار بالرعونة والتهور واللامسؤولية يبدو انها لم تهدف الى اعادة الامور الى نصابها واتخاذ مسافة مع ماورد على لسان رجل قد يكون وضعه خالقا للالتباس، بل هدفت الى ضربه في مقتل، خصوصا وان البلاغ شكك ايضا في نواياه وفي التوقيت الذي اختاره وهذا اسوا، واحتمل انه دفع الى تقديم استقالته بالسرعة التي قدمها بها.
هل كانت الافكار المعبر عنها في كلمته بشان الجزائر والتطورات الجارية في المغرب العربي هي التي اوصلته الى باب الخروج بهذه السرعة ؟ محتمل. لكنني احتمل ان هناك اشياء اخرى ستكشف الايام القادمة عنها ان وجدت، خصوصا وان الخروج جاء مباشرة بعد التعديل الحكومي الذي تمكن من خلاله احفيظ العلمي، سلفه على راس الباطرونة، من الحفاظ على الوزارة وتعيين مساعدته السابقة في شركته سهام وزيرة للسياحة. ومعروف ان مزوار لم يكن راضيا على خروجه من رئاسة التجمع الوطني للاحرار بالطريقة الذي تم بها، وهي الطريقة التي فهم الياس العماري مغزاها وقدم استقالته، وكل المؤشرات تدل انه لا يضمر ودا لاخنوش والعلمي اللذان بسطا سيطرتهما على التجمع، كما تشير بعض المؤشرات الى ان مريم بنصالح، رئيسة نقابة الباطرونة السابقة والمؤثرة مع العلمي على رؤساء لجان ومكتب هذه النقابة، “ماكتدوقوش”.
اتكلم دائما في حدود الاحتمال في انتظار ان تتوضح الصورة او تبرز عناصر اخرى، فلربما يكون قد ارتكب خطا بروتوكوليا مثلا.
في كل الاحوال، مزوار انتهى كشخصية عمومية كما انتهى قبله شباط والياس وغيرهم، وبعد نهاية هذا النوع من الاشخاص تكون الحياة صعبة جدا، لان العودة الى حياة عادية تكون مؤلمة . كاين اللي كان غير مدير والا عامل ومايرضاش يمد يديه يسلم على الناس، وهذا النوع شفتو مؤخرا وقلت فخاطري الله يستر.

محمد نجيب كومينة / الرباط