آخر الأخبار

مسامير الميدة

إدريس المغلشي

عنوان ملغوم وبليغ يكتسب الصفتين معا لكونه حمال أوجه وتستطيع أن تضعه في مواقع كثيرة ليؤدي معاني غنية بالدلالات.لكن الأهم أن تتسلح به لفضح بعض خفافيش الظلام الذين يصعب تحديد عددهم وادوارهم حيث يتناسلون بشكل رهيب فهم موجودون في كل مكان، أينما وليت وجهك تجد بعضا منهم .لم يوجدوا بالصدفة بل هم عينة تتوارث هذه المهمة أبا عن جد ، سلالة عائلية تسلم المشعل للخلف لضمان الاستمرارية والحفاط على النسل و الزرع والضرع.قبل الغوص في ميكانيزمات وبنية هذا الاخطبوط المحتل لكل دواليب الادارات بمختلف تلاوينها وأدوارها ، حري بنا ان نفصح عن سياق استدعاء العنوان وماهيته ودلالاته ودواعيه.
“مسامر الميدة” لفظة تأتي في سياق التعبير عن استحالة التغيير وعن سرمدية بقاء لوبي فاسد متحكم في مفاصل ادارة من الداخل يعيق تطورها ويحد من مسارها الطبيعي . انه تعبير حين نروم تفكيك شفرات ذاك الكائن الغريب في مفرداته ومعانيه والذي نجده على الصورة التالية.

كلنا يعلم الدور الرئيسي والحميمي للمائدة باعتبارها تحتضن حاجياتنا الأساسية من أكل بالدرجة الأولى كما تستطيع احتضان نقاشاتنا الأساسية واتفاقاتنا واختلافنا حول مواضيع كثيرة مهمة وأخرى تافهة في نفس الوقت.إلا أن المسامير مع مادة الغراء هي لوحدها الكفيلة بتماسك الخشب وبقاء المائدة في صورة جيدة حتى تؤدي دورها الرئيسي .لكن حين يصيبها التلف وتتقادم وتغيب عنها الصيانة وتغتصب مقدراتها وتهدر في مجالات اخرى دون أن تلقى العناية اللازمة .تصبح مهترئة مجرد هيكل او صورة شكلية، واقفة لكنها لاتؤدي دورها الذي من أجله صنعت لان الاساس ضاع في سياق الإهمال ولم تنج سوى المساميرلوحدها محافظة على مكانها دون التعويل عليها للمساهمة في متانتها وقد تسقط الأرجل تباعا كلها او بعضها.

وتبقى تؤدي دورها ولو بصورة مشوهة، هكذا هي
الادارة هي الأخرى تعيش نفس الصورة بين وضعها الطبيعي والصوري على الورق وعلاقتها بتطبيق القوانين والمساطر . “مسامر الميدة “كائنات خارج قانون ومنطق الهيكلة لكنهم مؤثرون بالتشويش والعرقلة لضمان بقائهم .هم سماسرة و مرتزقة يقتاتون من الأزمة ويبيعون الوهم ،جيوب مقاومة لكل إصلاح ، تشكل احتياطا لاحباط كل محاولة من الداخل .
كيف يمكن اكتشاف هذه العينة ؟
حين تغيب عن قطاع معين مؤشرات الإنجاز مرفوقة بالنتائج الإيجابية .و يحتل الخطاب المرتكز على لغة الخشب وكثرة التبريرات مسنودا بصحافة متواطئة تجيد تنميق الكلام وإخفاءالحقيقة مع الدراسات والتقاريرذات التشخيص الموضوعي ،وتختفي مظاهرومبادرات إيقاف النزيف لمحاسبة المسؤولين ،فاعلم أنك في ضيافة “مسامر الميدة ” ومعها اقرأ السلام على الكفاءة والنجاعة لأنك أمام فساد مستشري واضح تحميه الجهة المعلومة.