دق المستشار الملكي، عباس الجراري، ناقوس الخطر حول مجموعة من الاختلالات التي يعرفها المغرب في شتى المجالات.
وقال الجراري في حوار صحفي ، بأنه “غير مقبول من مسؤول مكلف أن يخرج ليقول: نحتاج إرادة سياسية لأنه في موقع المسؤولية، ويجب أن يفعل لا أن يقول”.
واعتبر الجراري أن الأحزاب السياسية تخلت عن مهمتها التأطيرية للمواطن، كما كانت أيام الحماية وفترة الوطنية، وتركت المجال فارغا. وأصبح صراعها الوحيد اليوم، حول الانتخابات، مضيفا: “حتى السياسة نفسها أصبحت تتجاوز الأحزاب الوطنية، وأصبح يتسرب إليها من هب ودب. فماذا ننتظر بعد هذا؟” وعلق المستشار الملكي على هذا الواقع بقوله: “بكل أسف الذين من مهمتهم توعية المواطنين وتأطيرهم وإنقاذهم مما هم فيه، وفتح الطريق أمامهم لما فيه خير الأمة وخير المجتمع، هؤلاء تخلوا عن كل ذلك”.
وطالب الجراري المسؤولين بالاقتراب من المواطنين والاستماع إلى همومهم، وقال: “على المسؤولين أن ينزلوا إلى الشارع ويتأملوا في أوضاع الشعب، أما أن يبقى الواحد منهم في برجه العاجي لا يتعامل إلا مع المليارديرات، فإنه لن يعرف أو يصحح شيئا”. مؤكدا أن “المغرب اليوم، يواجه تحديات كبيرة، والقائمون على تسيير الأمور لا يقدرون خطورتها”.
ولم يسلم المثقفون والفاعلون المدنيون، من سهام نقد الجراري الذي قال إن: “المجتمع في أي مكان لا يمكن أن ينهض فقط، بما يقوم به السياسيون، وإنما أيضا بما تقوم به فئاته المدنية. فلا بد أن تتحرك هذه الفئات بما فيها من علماء، ومثقفين، وخبراء في مختلف العلوم والتقنيات”. مضيفا: “لدينا اليوم حوالي سبعة عشر جامعة، أين هم أساتذة هذه الجامعات، أين هو صوتهم؟ أين هو صوت العلماء؟ على اعتبار أن مهمة العلماء والمثقفين الصوت الإيجابي لدى الأمة، الذين يمكن أن يقوموا ويوجهوا ويصلحوا ما يفسده الآخرون. الآن، العلماء صمتوا وقنعوا بالفتات القليل. والمثقفون غير مبالين، يدخلون الجامعات ويغادرونها بانتظام لا مبال. النخبة اليوم، صمتت ولا يمكن أن ننتظر الإصلاح من العامة، ولا من يتلاعبون بعقول العامة”.
وأشاد الجراري بحملة المقاطعة التي عرفها المغرب مؤخرا، معتبرا أنها “حرية منضبطة، وتدل على موقف حضاري”. وتابع قائلا: “مثل هذا الموقف الحضاري لا يجب أن يبقى عشوائيا، ذلك أن عشوائيته تتيح إمكانية التسرب إليه من جهات أخرى وإفساده واستغلاله في غير ما جاء من أجله”.
وحذر المستشار الملكي من كل أشكال الالتفاف على الحملة بقوله: “بدلا من أن يعلن عن التهييء لقانون يحارب المقاطعة ينبغي أن ينظر المسؤولون في أسباب هذه المقاطعة. والمسألة لا ينبغي أن ندخل فيها الشعب، فهذه مسألة بين أصحاب رؤوس الأموال والحكومة”. مضيفا: “من المروءة في التعامل، ألا يراكم الناس الملايير، وإنما يجب الحفاظ على الربح باعتدال مع مراعاة واقع المجتمع”. واعترف الجراري باختلال النموذج التنموي في المغرب، وقال: “لقد نادى الملك منذ أكثر من سنة بأن النموذج التنموي لم يعد صالحا وقال إننا في حاجة إلى نموذج جديد للتنمية، لكن من استجاب للنداء؟ أين هم خبراء التنمية؟ أين هم المسؤولون ليطرحوا ويقدموا أمامه مشاريع وبدائل جديدة؟”. وحول الوضع الأمني، الذي سجل فيه المغرب تقدما خلال السنوات الأخيرة، قال المستشار الملكي: “الجميع اليوم يفتخر بالقول لدينا استقرار وأمن، لكن ما يجب الانتباه إليه هو كيفية الحفاظ على هذا الأمن والاستقرار. هذا الأمن يدخل ضمنه الأمن الفكري والروحي والأمن الثقافي والأمن الغذائي. ولا يمكن أن نحافظ عليه ونحن نتخبط في مشاكل تخص لغتنا وثقافتنا وقيمنا و…
ملاحظة لا علاقة لها بما سبق : رحم الله القادة السياسيين الوطنيين كعبد الله ابراهيم، عبد الرحيم بوعبيد، علال الفاسي،امحمد بوستة و آخرون ، حيث كان للسياسية معنى حقيقي ملتصق بهموم الطبقة الشعبية، في وقت كان الجراري يهتم بالأدب و لا علاقة له بالسياسة، أتمنى أن يتحدث المستشار الملكي عن الريع المخزني و استفادة أطر حزبية منه ، كالبقع الأرضية و غيرها، و أن تكون له الجرأة للحديث عن تقاعد بنكيران، الفيلا ، و التحكم ، السبب الحقيقي لانتكاسة السياسة و السياسيين ، عوض إعطاء دروس يعرفها المغاربة ويتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بغرائب و عجائب المسؤولين السياسيين .