محمد نجيب كومينة
كان احد الباحثين الاقتصاديين اليابانيين قد راجع فكرة لينين، التي تعود الى بوخارين كما كشفت عن ذلك مجلة ديالكتيك الفرنسية في ثمانينات القرن الماضي، التي تعتبر الامبريالية هي المرحلة العليا للراسمالية، حيث خلص الى ان الامبريالية البريطانية نتجت عن ازمة بيئية كادت تعصف بالراسمالية الناشئة وبالثورة الصناعية الوليدة، و ترجع الاقتصاد الى اصله الزراعي، حيث قاده بحثه الى ان استعمال الافران قد ادى الى استنزاف كبير لمصادر الطاقة المتوفرة في بريطانيا مما حتم الذهاب للبحث عن مصادر طاقة جديدة خارج التراب التابع للمملكة البريطانية وغزو عدد من البلدان التي تتوفر على هذه المصادر وعلى مواد اولية اخرى تحتاجها الصناعة.
و مند ذلك الوقت كانت مصادر الطاقة في قلب الصراعات الدولية و كان امتلاك الطاقة مصدر قوة بعد تطور انتاج الطاقة الاحفورية و اكتشاف الكهرباء و تقدم الانتاج الصناعي واستقلال عدد من الدول المنتجة، وهي اليوم ايضا، وستظل كذلك في الزمن المنظور، مصدر قوة، لانه بلا طاقة تتوقف الحياة الاقتصادية كما تتوقف الحياة البشرية عندما يفقد الجسم الطاقة.
الطاقات المتجددة، التي تتطور الان، لن يكون بمقدورها الحلول محل الطاقة الاحفورية الا بعد قرن من الزمن واكثر اذا ما تم التوصل الى تكنولوجيات اكثر تطورا، وقد لا تلغيها نهائيا في مختلف مناطق العالم كما لم يلغ البترول حضور الفحم الحجري الى الان.
طاقة باهضة الثمن قد تصير كارثة بالنسبة لعدد كبير من البلدان، ومن ضمنها المغرب، لكنها قد تصير اكثر من كارثة بالنسبة للبلدان الاوروبية المعتمدة على للاستيراد بشكل كامل، كالمانيا، حيث ستحيل حياة الناس الى جحيم و ستخلق اضطرابات وعدم استقرار هنا وهناك. وصول سعر برميل البترول الى 130 دولار واكثر شيئ لا يطاق اقتصاديا واجتماعيا، ولن تفلت من اثاره الوخيمة حتى البلدان المنتجة التي ستكون مطالبة باداء فواتير باهضة لما تستورده. شئ واحد ايجابي يمكن ان يحدث، ويهمنا نحن في المغرب الذي عومل على اساس انه مجال احتياطي فيما سبق، هو الرفع من استثمارات التنقيب و تفعيل بعض الرخص والاتفاقيات التي لم تتلوها استثمارات مهمة لحد الان.