ورد في الحديث النص التالي” الناس معادن كمعادن الذهب والفضة وخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا”. فكما في المعادن الجيد والأصيل،الردئ والمغشوش، كذلك في أصول الناس وأخلاقهم. وقد يتساءل متسائل عن الضابط الإنساني في التمييز بين معادن الناس؟ وتفيد المصادر بالجواب في سياق الحديث عن الإنسان وعن مكارم الأخلاق. فقد سبيت ابنة حاتم الطائي فتم إطلاق سراحها ﻷن أباها كان يحب مكارم الأخلاق كما جاء في العقد الفريد وفي سير أعلام النبلاء. وخطب أبو طلحة أم سليم فقالت له: يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر ولا تحل لي، فإن تسلم فهو مهري. أن يكون الإنسان إنسانا هو الضابط في معدن الناس. و معناه أن يتحلى الإنسان بالفضائل الإنسانية الحميدة التي حصرها العلماء في أربعة: العفة والشجاعة والعدل والعقل. فإن خرم خصلة منها، لم يكن إنسانا. وبإمكان المتسائل أن يتقدم في التساؤل عن هذه الفضائل في زمننا المعاصر في الإنسان، وفي المجال، وفي مؤسسات الدولة والمجتمع بما في ذلك مؤسسة الأسرة؟
قد لا يحتاج المرء لتشخيص علمي أو لفحص مجهري، لاستنتاج، أن الغش صار ثابتا بنيويا وهيكليا في المجتمع المغربي وفي مؤسساته. بل تمت شرعنته بالقوانين وبالقسمة الضيزى .
وقضية البرلماني والغش في امتحان الباكالوريا لا يحتاجان إلى تهويل عظيم. فهو نتيجة طبيعية لنظام مغشوش. فتأمل ذلك بالقياس والاعتبار..
عبد الوهاب الأزدي