إدريس المغلشي
في لقاء تربوي كان الحضور فيه متميزا ونوعيا فيما أفل هلال الساهر الاول على الشأن التربوي جهويا واقليميا كما اعتدنا عليه في كل محطة كان من المفروض التفاعل والتجاوب معها بالحضور الفعلي والمشاركة المنتجة في النقاش التربوي لانها فرصة من خلالها ستطرح قضاياتبدوفي بعض المحطات تحتاج لردود ،لكن للأسف تضيع الحقيقة بين حضور وغياب بل قد تؤثرفي خلاصات مهمة تبدو في النهاية ناقصة.كما تم تسجيل تأخرفي انطلاق الندوة كالعادة بمايعطي انطباعا سيئا حول طرق تدبيرنا لمواعيدنا بل هناك من قال:كيف نستسيغ تحديد التوقيت في الدعوة ونعاقب المنضبط بآخرين غير مقدرين للزمن مما يعكس بجلاء مدى تاخر مستوى تفكيرهم في القضايا الراهنة؟ كلهااسئلة مشروعة لكن القليل من يوليها اهمية باعتبارها منطلق أساس لمنهجياتنا في الحياةوفي تدبيرمشاريعنا المعطلة زمنيا من حيث الأجرأة والمعطوبة من حيث طرق التنزيل .
مادفعني لكتابة هذه السطور بعض الملاحظات التي تم رصدها من خلال تناول قضايا تربوية تحتاج لوقفة تأمل ودراسة. لا اعلم سراصرار البعض على تناول كلمته باللغة الفرنسية في تناقض صارخ مع الدستور وبذلك نعطي اسوأ مثال للطلبة الحاضرين اننا لانحترم القوانين ونتساءل كيف نؤسس لمنهجية الاصلاح بهذه المنطلقات المتناقضة؟
ما اثارني في العرض كذلك كون صاحبه ذو تجربة كبيرة من موقع مسؤوليته وكنت اعتقد ان الورقة لامحالة ستكون غنية من حيث اعتمادها على المزاوجة بين المعطيات والمؤشرات والتجربة الميدانية في التدبير . وقلت مع نفسي ان المدبر المركزي واضع الاستراتيجيات لاشك ان نظرته للموضوع ستكون لامحالة اوسع من المتلقي لانها فرصة للافصاح عن الخلفيات التي حكمت الاجراء التربوي من الانطلاقة في الصياغة الى التوصل بالنتائج وهو مسار لايمكن ان يضبطه سوى صانع القرار . بل ستشكل اللحظة فرصة للدفاع عن الفكرة والمشروع وتنوير الرأي العام التربوي حول آليات التدبير بنقط القوة والضعف . بل توقعت كذلك ان يكون النقاش محتدما بين واضع الفكرة والمنفذ لها بغية تجسير علاقة واضحة ومتكافئة مادام الرهان على الاصلاح بيد هذا الأخير.
ونحن نتأمل النموذج البيداغوجي اسوة بالنموذج التنموي لم نقف على الحد الفاصل بين زمنين في اعتقادي مهمين بين النمودج السابق واللاحق .بل لم نسمع تسمية واضحة تعرف وتحدد هوية هذا النموذج .تهنا جميعا وسط ركام هائل من المفردات بدون ضابط للاسف ضاعت معه كل هذه الأفكار في مقاطع مجزأة تفتقد للبعد الاكاديمي وتبدو منفصلة تدفعك لبذل مزيد من الجهد للبحث عن روابط لعلها تخلق علاقة بينها.من اهم الملاحظات كذلك التي شدتني للعرض، السقوط في الذاتية حد الاغراق فيضيع معها حبل الوصل. بل حين تسأل نفسك عن الجدوى من استدعاءبعض الامثلة،قد يصدمك الجواب. فلكون العرض غلب عليه الارتجال لدرجة فقد معه بوصلة الهدف.
ساعة من التتبع والانصات بحثا عن فائدة لم اجدها. فقلت مع نفسي فعلا كل التقارير الصادرة عن الهيئات المعنية وذات الاهتمام المشترك ،.كانت وفية ومنسجمة مع واقع الحال والنتيجة.مادامت قدكشفت حقيقةاخفاق المنظومة واثبثت صوابيتها اتجاه مسؤولين في حالات كثيرة إما انهم يغيبون عن المحطات المهمة ولايسجلون حضورهم ولايعتذرون او آخرون لا يجيدون الدفاع عن افكارهم بل يبدون في آخر المطاف غير قادرين حتى على صياغة فكرة فكيف السبيل لصناعة برنامج رائد يرفع به التحدي ويقنعون الآخرين بتبنيه.
ذ ادريس المغلشي .