في عز الإجراءات الاحترازية التي تنفذها السلطات العامة، و الحملات التحسيسية التوعية التي تباشرها السلطات المحلية بمدينة مراكش.
تفترش إحدى السيدات الأرض (نادية) و تلتحف السماء، بمنطقة دار السعادة، بمقاطعة جيليز ، تحت الأمطار التي شهدتها المدينة يوم الخميس.
هذا واعتادت المعنية بالأمر الحركة التي تعرفها منطقة السعادة و ما يجود به المارة عليها لسد رمق ابنها الصغير الذي ظل هذه الأيام يعاني من الجوع، أمام عجز الأم عن توفير لقمة العيش فالدكاكين و المقاهي موصدة و حركة المارة تقلصت كثيرا، ولم يبق لهذه السيدة التي رمتها الاقدار بهذه المنطقة سوى الأفارقة الذين يظهرون بين الفينة و الأخرى والذين ينتظرون بدورهم من يجود عليهم ، أو الكلاب الضالة التي تهاجمها ليلا.
مع انخفاض درجة الحرارة و انتشار الوباء الفتاك، لن نفاجئ اذا استيقطنا ذات صباح على جثة المعنية بالأمر و صراخ ابنها الصغير، لأنها لا تهتم بنفسها، لا يهمها سوي صغيرها الذي لم تشأ الاقدار أن يكون في حضن أبيه تحت سقف واحد، و الأم بالمطبخ تعد الطعام، لقد تعلم المسكين طرق استجداء المارة يتابع خطاهم بعينيه الصغيرين خصوصا اذا كان معهم الأطفال، مأساة حقيقية في عز هذه الأزمة التي تعرفها البلاد.
اسمحي لنا اختي نادية ” الله معاك أيتها المسكينة” فالكل متَوجس من الوباء، و لا وقت له للتفكير في معاناتك.