أفاد مصدر مقرب من الجمعية المغربية لمربي الدواجن، أن المهنيون يعيشون أزمة خانقة منذ سنوات ”، و التي تفاقمت خلال السنوات الأربع الأخيرة”، بسبب ما وصفه المصدر ذاته، بـ ” وفرة إنتاج الكتاكيت إلى حد التضخم”، الشيء الذي “ أثر في تدني ثمن البيع داخل الضيعة إلى أقل من ثمن التكلفة”، كما تؤكد الجمعية، “زيادة على عدم توفر الجودة في الأعلاف والكتاكيت وتفشي الأمراض الفيروسية” التي، يقول المربون إنها “تحصد كمية كبيرة من منتوج المربي”، الشيء الذي أوصل العديد منهم لإعلان إفلاسهم بعد إنسداد الأفق في وجوههم، حيث غدا العديد منهم “معرضين لفقدان حريتهم بعدما فقدوا أموالهم”.
ودعت الجمعية الوزارة الوصية إلى “التعجيل بمبادرات لدعم الكساب الصغير والمتوسط في هذه الظروف الصعبة التي جعلت العديد منهم مهددين بفقدان حريتهم بعدما فقدوا أرزاقهم.
كما حذرت الجمعية من “المنافسة غير الشريفة التي تقوم بها بعض شركات الأعلاف والمحاضن من خلال بيع منتوجها بأقل ثمن (باعتبار انخفاض تكلفتها)، وهو الشيء الذي “يتسبب في تدني ثمن السوق” وبالتالي “تعريض المربين للخسارة المباشرة”.
وأشار المجلس الوطني للجمعية المغربية لمربي الدواجن (AMEV) المنعقد بمدينة ابن جرير بتاريخ 11 فبراير الجاري، إلى ” غياب تام لأي مبادرة من الجهات الوصية والمصالح المختصة”. وهو اللقاء الطارئ الذي تدارس فيه أعضاء المجلس ما وصفوه بـ “الوضع الكارثي والخطير”.
وبعد نقاشات مستفيضة بين الحاضرين تم الاتفاق على أن “هذه الأزمة تؤكد بالملموس أن القائمين الحاليين على تسيير وتأطير هذا القطاع، لم يقوموا بدورهم في الحفاظ على التوازن بين جميع مكونات القطاع، اعتمادا على قاعدة (رابح رابح)، و(ليس رابح خاسر). وهو ما يوضح حسب الجمعية المغربية للمربين أن “تمثيلية المربيين الحالية في الفيدرالية البيمهنية ما هي إلا تمثيلية شكلية بعيدة عن واقع معاناة المربيين”.
كما أشار البيان الذي تمخض عن لقاء بن جرير إلى الإقرار بأن “جزءا كبيرا من المسؤولية يتحمله المربون” خاصة في ظل “غياب إطار جامع لكلمتهم وغياب برنامج واضح ينخرط فيه الجميع لمواجهة الواقع”، الذي تصفه الجمعية بـ “البئيس”، وكذلك “عدم استجابة المربين للنداءات المتكررة التي قامت بها الحمعية للتحذير من هذه الكارثة”، حيث دعت جمعية مربي الدواجن “المربين إلى اليقظة والمساهمة بشكل فعال وجدي في توحيد الصف وجمع الكلمة لمواجهة كل التحديات المرتقبة عبر المشاركة الفعالة في أي مبادرة تروم مواجهة هذه الكارثة”.