آخر الأخبار

مع تجربة رائدة بالمنتدى الوطني للمدرس

عبد الرزاق القاروني

ﺗﺤﺖ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺠﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺎدس، وﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر: “المدرس، ﻣﺤﺮك ﺗﺤﻮل التربية واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ”، احتضنت ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﺑﺎط، خلال الأيام القليلة الماضية، فعاليات اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺘﺪى اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻤﺪرس، التي حضرها ما يناهز 3000 أﺳﺘﺎذة وأﺳﺘﺎذ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ رﺑﻮع اﻟمغرب.
وتوخى ﻫﺬا اﻟﻤﻨﺘﺪى، المنظم، على مدى يومين، من طرف وزارة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻷوﻟﻲ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﺑﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﺎدس ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ، ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﺪور اﻟﻤﺤﻮري، اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻷﺳﺎﺗﺬة ﻓﻲ ﺗﺤﻮل اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﻤﻮاﻃﻨﺎت واﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ.
وقد تميزت هذه الدورة من المنتدى بالاحتفاء بالأطفال في وضعية إعاقة، من خلال تنظيم رواق خاص بالتربية الدامجة. وفي هذا الصدد، شاركت الأستاذة أميمة الطاهري، مشرفة على قاعة الموارد للتأهيل والدعم بجهة مراكش- آسفي، وحائزة على جائزة أستاذ السنة لموسم 2020 بإنتاجات وموارد وكتب تفاعلية خاصة بتدريس الأطفال في وضعية إعاقة، من أجل تنمية مهاراتهم النمائية والأكاديمية.
وفي تصريح لها بهذه المناسبة، أفادت هذه الأستاذة المتميزة أن تجربة مشاركتها في المنتدى، كمؤطّرة لورشة التربية الدامجة، كانت تجربة رائعة، لكونها قد مكنتها من الاستفادة كثيرا من النقاش وتبادل الأفكار والخبرات مع زوار الورشة، الذين حجوا إليها بكثافة من مختلف ربوع الوطن.
وبخصوص مساهمة التربية الدامجة في الرقي بمنظومة التربية والتعليم الوطنية، ترى هذه المؤطرة المرجعية أن ذلك يتحقق، من خلال تعزيز مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المتعلمين، بغض النظر عن اختلافاتهم أو إعاقاتهم، إذ إن هذا الصنف من التربية يسعى لخلق بيئة تعليمية تحتضن التنوع وتوفر الدعم المناسب لكل متعلم، وفق احتياجاته الخاصة، مما يساهم في تطوير مهاراته وقدراته على نحو أفضل، مشيرة أن هذا النهج يساعد في بناء مجتمع متسامح وشامل، يعزز الإبداع والابتكار، عبر فتح المجال أمام تجارب تعلمية متنوعة، ومبرزة أن التربية الدامجة تساهم، أيضا، في تحسين جودة التعليم، من خلال تدريب الأطر التربوية على إستراتيجيات تدريس مرنة ومتكيفة، مما يرفع من كفاءتهم التعليمية، وهذا ما تصبو إليه تجربة المدارس الرائدة، على صعيد الوطن، التي تهدف إلى جعل التعليم أكثر شمولا وتكيفا مع احتياجات جميع التلاميذ، سعيا لتحقيق نظام تعليمي أكثر إنصافا وفعالية.
إلى ذلك، عملت هذه الأستاذة المتميزة، طيلة فعاليات المنتدى، على عرض وتقديم وشرح ثالوث دلائلي خاص بالتربية الدامجة، من تأليف فريق تربوي متخصص بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بالحوز، حيث تمحور الدليل الأول حول سبل تدبير قاعات الموارد للتأهيل والدعم، ومختلف الوثائق الميسرة لعمل مختلف المتدخلين في مجال التربية الدامجة، في حين تناول الدليل الثاني سبل التعامل مع مختلف الإعاقات بالوسط المدرسي. أما الدليل الثالث، فتطرق لروائز تشخيص قدرات وحاجيات الأطفال في وضعية إعاقة.
ويذكر أن تجربة ممثلة أكاديمية مراكش- آسفي قد لقيت استحسانا كبيرا عكسه الإقبال المنقطع النظير للمشاركين على رواق التربية الدامجة بالمنتدى، من أجل استلهام الممارسات الفضلى، في هذا المجال، الذي لا يزال بحاجة إلى المزيد من المواكبة والتأطير، بهدف بلوغ أهداف المدرسة المغربية الرائدة.