إدريس بوطور.
جكل من مارس التدريس بالتعليم الابتدائي أو الثانوي ، أو اهتم به على المستوى التنظيري ، لا بد له من التعامل مع مفهوم “الديداكتيك ” . ويعني هذا المفهوم خلق معرفة مدرسية مبسطة من رحم المعرفة العلمية العالمة ، وبعبارة أوضح تبسيط المعرفة العلمية كي تساير وتتوافق مع المستوى الفكري والنفسي للمتلقي . وبذلك تكون عملية “الديداكتيك” قد تجاوزت ما كان يسمى بالتربية الخاصة ، والتي كانت عبارة عن قوالب منهجية جامدة قارة لعملية التدريس . ويرجع تسمية هذه العملية بالديداكتيك إلى الحضارة الإغريقية القديمة في كلمة ضيداكتيكوس وتعني فن التدريس ، كما اطلق الاغريق هذه الكلمة على نوع من الشعر التعليمي لتلقين بعض المواد اللغوية والتاريخية والفلسفية . وكمثال على أهمية الديداكتيك في عملية التدريس بعض المواد ، أورد مادة التاريخ التي خضعت لهذه العملية قصد تذليل صعوبات تدريسها للصغار واليافعين ، وذلك باستخلاص أهم الأحداث ونتائجها وعبرها في إطار منهجية مبسطة ، يحبها ويتفاعل معها الناشئون . فلا يمكن إعتماد المدرس مباشرة في تدريس التاريخ المغربي لليافعين على نزهة الإفراني ، أو ترجمانة الزياني ، أو استقصاء الناصري، بل لا بد من توفر مهارة ممنهجة ديداكتيكيا ، لتحويل المعرفة التاريخية المعقدة التي تضمها تلك المصادر إلى معرفة مدرسية تختار وتنتقي الأفيد اعتمادا على تصفية وتمحيص وتحليل علمي دقيق ** إن نجاح المدرس لا يقاس بغزارة علمه بل بكيفية إيصاله لهذا العلم الى صغار المتلقين وناشئتهم بطريقة سائغة في متناولهم ، وهذا هو “الديداكتيك”