في الوقت الذي كان الأمريكيون يحققون شيئا خارقا على بعد ملايير الكيلومترات عن الأرض ويستكشفون أبعد كويكب في المجموعة الشمسية، كان الإسلاميون هنا يخوضون حملة تحريض ضد الاحتفال برأس السنة الميلادية ويؤججون الجهل من أجل العودة بوعي المغاربة إلى العصر الحجري ويمارسون التكفير بشكل لم تشهده البلاد من قبل. والخطير أن حملة التجهيل والتكفير وجدت صدى واسعا وسط فئات معينة، إذ كان رفض بعض المحلات بيع حلوى رأس السنة جزء من كل، فقد تجاوب مع الحملة بصمت أو بشكل معلن تجار وأصحاب طاكسيات وحتى بعص العاملين في المتاجر الكبرى وكثير من الموظفين ورجال التعليم…. شخصيا لم أصدم بتعبئة أكثر من التعبئة التي عرفتها هذه السنة من طرف حاملي الفكر الداعشي . وقد عرفت أن تيارات إسلامية مختلفة شاركت في التحريض، بما فيها عناصر من تلك التي يدافع عنها النويضي ومنجب والرياضي وغيرهم ممن يلعبون في المربع الإسلامي باسم يسار لايمثلونه بوجه مكشوف. والبين أن وراء استغلال الفرصة رغبة في تعبئة سياسية يحتاجونها في هذا الوقت الذي اندحرت فيه الإسلاموية شرقا وصارت تائهة تيها كاملا ينذر بنهاية مرحلة عانت البشرية منها وسهلت تطور أسوأ الآفكار العنصرية والفاشية في الغرب .
محمد نجيب كومينة