تنظم دار الشعر بمراكش يوم السبت 21 ماي على الساعة العاشرة صباحا بالقاعة الكبرى لفندق آدم بارك بمراكش، الدورة الخامسة ل”ملتقى حروف” والذي يحتفي بأطفال وشباب ورشات الكتابة الشعرية، التي أنهت موسمها الخامس (2022) نهاية الشهر الماضي. وسيشهد الملتقى الخامس، والذي يشكل فضاء للمنتدى القرائي الثاني للطفل، قراءات شعرية وتقديم لوحات شعرية ممسرحة (كورال الأطفال) وفقرة معارضات شعرية وأيضا فقرات موسيقية لثلاثي أوال الى جانب تقديم مداخلات لمؤطري الورشات الأساتذة: عبداللطيف السخيري ورشيد منسوم والفنان السعيد أبو خالد، هذا الأخير الذي سيقدم لوحة مسرحية تمتح من المثن الصوفي العربي.
وسيعرف ملتقى حروف لدار الشعر بمراكش مشاركة أطفال المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، والذين استفادوا طيلة هذه السنة من ورشات الكتابة الشعرية: مؤسسة محمد الغزواني للتفتح الفني والأدبي، مؤسسة السابلة، مؤسسة نهى، مؤسسة إكسيل أكاديمي، أطفال يمثلون بعض جمعيات التربوية، الى جانب أطفال يمثلون نقط القراءة العمومية والتي انفتحت من خلالها الدار، في موسمها الخامس، على دار الثقافة سيدي رحال ومكتبة تيديلي مسفيوة (على بعد 54 كلم من مراكش)، ومن خلالهما على نقط بعيدة عن محور مراكش وهو ما شجع مؤسسات ثقافية أخرى أن تحذو حذوها. كما سيكون الشعراء، شباب ورشة الكتابة الشعرية وتقنيات الصوت والإلقاء، ضيوفا على هذا الملتقى الخامس، والذي تحول لتقليد سنوي وفضاء خصب للاحتفاء بالقراءة وبالشعر وبأصوات شعرية وإبداعية قادمة من المستقبل.
وتحظى ورشات الكتابة الشعرية، خلال موسمها الخامس هذه السنة (أكتوبر- أبريل 2021/2022)، بانفتاح بليغ على محورين أساسيين: الأول إضافة تقنيات الصوت والإلقاء من أجل تنمية مهارات أدائية للمرتفقين، وثانيا الانفتاح على نقط القراءة العمومية ومن خلالها على فئات جديدة. ورشات الكتابة الشعرية لقاء خاص متجدد، مع الشغوفين بالشعر وشعراء شباب في بداية مسارهم الإبداعي، وأيضا محطة أساسية لتنمية المهارات المرتبطة بالكتابة الإبداعية وتقنياتها لدى فئات الأطفال واليافعين.
ومنذ تأسيسها في 16 شتنبر 2017، اختصت دار الشعر بمراكش في تنظيم ورشات الكتابة الشعرية عبر تفيئ خاص للفئات العمرية المستهدفة، ورشات موجهة للأطفال واليافعين وأخرى للشباب والمهتمين، في اختيار واعي يدرك أهمية ربط دور ووظيفة هذه المؤسسة الثقافية بنسيجها المجتمعي، والسعي الى استنبات والتحسيس بالكتابة الشعرية لدى المهتمين والشباب والأطفال، سواء داخل الأوساط التعليمية أو في المشهد الجمعوي والثقافي بالمدينة.
ويشهد الملتقى تقديم قراءات شعرية لمجموعة من الشعراء الشباب من خلال ثنائيات ترتبط بتيمة محورية، الى جانب تقديم فقرة معارضات بين ثلاثة شعراء شباب، فيما تم إعداد أطفال المؤسسات التعليمية لتقديم إنتاجاتهم الإبداعية على شكل لوحات شعرية ممسرحة. ويتخلل اللقاء نقاش مفتوح على موضوع “شعر الأطفال في المغرب”، ضمن محور المنتدى القرائي للطفل في دورته الثانية، كما يحي ثلاثي أوال فقراته الموسيقية من خلال معزوفات وأغاني تلامس محور اللقاء، في أن يكون الشعر كوتنا على الإبداع في الكتابة والحياة.
واختصت ورشات الكتابة الشعرية على تفعيل حاجيات المرتفقين، من خلال تطوير ما اكتسبوه سابقا من معارف (علم العروض والقافية،..) مع كل من الأستاذ محمد مراح والناقدة الدكتورة بشرى تاكرافست والباحث الدكتور محمد الطحناوي، واختار الناقد والشاعر الدكتور عبداللطيف السخيري، تخصيص ورشات الموسم الرابع والخامس الانفتاح على عناصر أساسية (الصورة الشعرية، النسق الاستعاري، الموضوعات، الشعري والسير ذاتي، شعرية المفارقة، تقنيات السرد، التكرار، القناع الشعري، قصيدة النثر، فاعلية التمطيط/التراكم، فاعلية التكثيف، بناء الجملة، التوازي،..)، في حين تم التركيز، مع الفنان والشاعر السعيد أبو خالد ضمن ورشات تقنيات الصوت والإلقاء على (الأداء الشعري، الترقيق والتفخيم، الوقف التام والوقف المعلق، الأداء المسرحي..). ويتم تحديد صيغة انتظام الورشات عبر توزيعها على عنصرين، الفرش النظري، والذي لم يبق حبيسا لنماذج قديمة بل تم اختيار واعي لمثن قديم وحديث، فيما يخصص الجزء الثاني للبعد التطبيقي، من خلال تمثل المرتفقين والمرتفقات لما اكتسبوه شعريا، عبر إبداع نصوص تستحضر تلك العناصر.
ملتقى حروف تقليد سنوي، شكلت دورته الأولى (أبريل 2019)، محطة لتتويج المستفيدين من ورشات الكتابة الشعرية وللاحتفاء بأصوات المستقبل، أطفالا ويافعين وشبابا. فيما خصصت دورته الثانية (يوليوز 2019)، للاحتفاء بالمتوجين والمتوجات بجائزتي الدار في دورتها الأولى والخاصة بأحسن قصيدة والنقد الشعري، والموجهة للشعراء والنقاد الشباب. وعادت الدورة الثالثة للملتقى (ماي 2021) للاحتفاء بشعراء المستقبل في حفل اختتام الموسم الرابع لورشات الكتابة الشعرية، فيما اختارت الدورة الرابعة لملتقى حروف (2021)، الاحتفاء بإصدارات الدار ومتوجي جائزتي “أحسن قصيدة” و”النقد الشعري” في دورتها الثانية، في مواصلة للرهان الكبير على مستقبل الشعر المغربي وأفقه، إبداعا ونقدا، ضمن استراتيجية دار الشعر بمراكش، لربط المنجز الإبداعي في الشعر المغربي بالخطاب النقدي .