ادريس الأندلسي
المغاربة العاديين في كل القرى و المدن و الأحياء الهامشية يحبون لاعبي المنتخب الوطني. يحبون بونو دون رغبة بأن يظهروا إلى جانبه في صورة تسرق اللحظة. يحبون امرابط المكافح دون رغبة في نعته بالمتكبر أو بالمتعالي. يحبون النصيري دون أن يقفزوا إلى الاعالي لكي يقلدونه. يحبون اوناحي و العميد رومان سايس و المكافح مزراوي و العاشق لبلاده حكيمي و المدافع نايف اكرد و كل أسود الاطلس. و تأتي إنسانة لم تقدم لبلدها أي شيء يذكر لتحاول مليء فراغ تعيشه بالإساءة لمن ساهم في إسعاد المغاربة.
زياش المغربي، زياش الفتى المشاكس، زياش المحب للفقراء، زياش صانع الأهداف يركز على عمله بالجهد الجهيد و ليس بالتجميل غير المفيد. لم أكن أعلم أن هناك إنسانة مغربية تحمل اسما غريبا لها فعل في المشهد الثقافي. قرأت أنها ” مؤثرة ” و لا أعلم سبب التأثير. ا هو علم غزير أو جمال مثير أو مجرد ظهور على ظهر البعير.
اجبرني هذا اللعين المسمى بالهاتف الذكي على قراءة ما يقع في الفضاء الأزرق. فجأة توقفت عقارب الجد عند دخول مجهولة إلى فضاء يهم لاعبا يبعث الفرحة في قلوب المغاربة. تكالبت عليه و التكالب من صفات الأغبياء. اقتربت منه في مدينة كثر فيها تواجد الباحثين عن كل شيء. أرادت الاقتراب منه فرفض. حاولت مجددا فعبر بطريقته عن رفضه لصنف من البشر لا يحبه. و هذا حقه في تقييم مستوى الجمال و الأخلاق و الصوت و الماكياج و التعامل مع الجسم.
من حقك يا زياش أن تختار الفترة التي تراها مناسبة لتسجيل الهدف. و لقد اقتنع المغاربة بذكائك الفطري في تسجيل الأهداف. إحدى الباحثات عن شهرة عن طريق ما قد يشبه جمال الجسد اقتربت منك. و لو كنت مكانك لابتعدت عن هذا النوع من النساء. لك الحق في أن ترفض الكلام و تمتنع عن السلام. يكفينا أنك تعانق الفقراء و المرضى. الجمال في الأفعال و النية الصادقة و ليس في أجسام خضعت لكل تمارين الجراحة التشويهية لكي تقول عبر وسائل تواصل أنها تريد فقط أن تتواصل. زياش يسجل الأهداف و من أصابهم في مقتل لا يفرقون بين كرة القدم و كرات لا علاقة لها بالتنافس الحر و الحقيقي.