سنوات عجاف لم نر فيها النور ،ارتأى أصحابها أن نعيشها أزمة تتلوها أزمة ومحنة تمحوها محنة. والمواطن البسيط يؤدي ضريبة هذه الفوضى. فلم يعد هناك التزام ،ح ولم تعد هناك أخلاق. سنوات عصيبة نمر منها دون أن نقف لها على نتيجة مطمئنة تريح أجسادنا المتهالكة من كل هذه التقلبات التي تشبه لحد بعيد رجات أمواج تتكسر على صخرة المعاناة ،نضع أيدينا على قلوبنا رهبة وخوفا من القادم.
حكومة تبعها لغط كثير ، ولدت بدون رسم ولادة ،لقيطة تتنازعها الأهواء حتى أصبحت نذير شؤم ، يطاردها النحس من كل حدب وصوب. كل هذا التذمر الذي عم كل مناحي الحياة مرده بالأساس إلى طريقة تدبير مرحلة لها من الخصوصية الشيء الكثير. فهناك من يطالب بالموضوعية في التحليل وعدم التحامل على هذه الحكومة وتصفية بعض الحسابات السياسية معها ،
لكن هل من الطبيعي تحميل المواطن مسؤولية كل هذه الكوارث التي تقع ويتحمل تبعاتها لوحده ؟
ولا من مغيث ولا من مجيب.
ثم لماذا لاتمتلك هذه المؤسسات الجرأة لتخرج بمواقف وتصريحات واضحة وواقعية تشرح كل الحيثيات ؟
تتضمن إن شئنا القول حتى الإعترافات التي لن تنقص من قيمتها بقدرما ستنتزع الإحترام. قد تجد بعض الأتباع الذين يدافعون في كل الإتجاهات وبشكل إنتحاري على مواقف غير مقبولة لأسيادهم دون أن يعطوا لأنفسهم لحظة تأمل ليفكروا بشكل موضوعي ويصطفوا مع المواطن ضد هذا العبث وهذه الفوضى .إنهم يتخندقون لحد القداسة وهم لايستطيعون التحرر من التبعية ومن الإنتماءات الضيقة لينتقلوا إلى رحابة الإنتماء للوطن .
إستغرب المتتبعون من قرارات فجائية متناقضة من قبيل تشجيع السياحة والنهوض بقطاعها في مدن شبه مغلقة. لقد عرت كورونا كل السياسات الفاشلة ،وإذا كنا نراهن على تخصص بعض المدن في بعض المشاريع فقد أثبت هذا الأمر فشله فكمثال السياحة في مراكش إعتقلت مدينة بأكملها في وضع مأساوي الفنادق مغلقة ومعها انسد الأفق أمام كل الخدمات الأخرى والدعم الهزيل لن يحل المشكل. وسياسة الترقيع أثبثت فشلها. كل المنتمون لهذا القطاع يعانون في صمت دون أن يجدوا جوابا مطمئنا يؤمن لهم المستقبل ،
كلما اقترب عيد الأضحى الجميع يعلم أن ساكنة الجنوب التي تشكل يد عاملة مهجرة بعامل القهر والنسيان والتهميش التي تعرفها مناطقهم والتي رسخت المثال الإستعماري المغرب النافع وغير النافع كلها تعلن العودة في هذه المناسبة ولعل العدد الهائل المتزايد يفند شعار العدالة المجالية التي ترفع كشعار خادع في كل وقت وحين.
لعل تزامن حادث الحجر الصحي وعيد الأضحى على الأبواب والتناقض الصارخ في التدبير والتسرع في القرارات لم تظهر الإرتجالية فحسب بل ظهر جليا أن بعض مكونات هذه الحكومة يغامرون بإستقرار الوطن لحسابات سياسوية ضيقة. الكل ينادي في ظل تفشي الوباء وظهور بؤر جديدة وعدم المغامرة بالارواح وبكل المجهودات والتضحيات بإلغاء شعيرة الأضحية مادمنا قد قررنا من قبل إغلاق المساجد وتعطيل الصلاة فيها فمن باب أولى إلغاء الأضحية ،لكن هناك من يفكر في مخططاته الإقتصادية ومشاريعه الخاصة على حساب مصلحة الوطن والمواطنين مع كامل الأسف في ظل حكومة مبلقنة وضعيفة وكل مكون فيها ” يلغي بلغاه” ورئيس حكومة ليس بالقوة والحزم اللازمين. فلاتستغرب من موقف يدعو للشفقة وأنت تراه يشرح في فيديو مصور قرارات نزلت عليه كالصاعقة ولا علم له بها ،حكومة آخر الزمان ،حين يصبح رئيسها ناطقا رسميا للآخرين رغما عن أنفه. وهو يكثر من الشرح لحد مبالغ فيه، فهذا يعني أن واضعه وشارحه ليسوا سواء ،في مثل هذه النوازل ،يغيب الفرح ونتساءل جميعا ،
من سرق منا نشوة هذه اللحظة؟
من سرق الفرحة من قلوبنا ؟
ذ ادريس المغلشي.