إدريس الأندلسي
دينهم الغدر و كلامهم غدر و القسم عنهم غدر و الوعد عنهم غدر، هؤلاء هم الصهاينة الذين وضعوا في رأس قيادتهم مجرم حرب يعترف بوجود لذة كبيرة حين تتطاير أشلاء أطفال فلسطين و لبنان. تزداد لذته حين تبكي النساء من شدة الألم و الدماء تكسو وجوههن. هذا هو الصهيوني الذي يصدر بلاغا يأمر فيه بإخلاء مناطق في غزة و الضفة و جنوب لبنان و البقاع، ثم تنطلق الطائرات الأمريكية، المهداة لإسرائيل، المجهزة بالقنابل المدمرة لقتل كل من تحرك من أجل ملجأ. شجاعة الجبان الصهيوني تتمثل في قصف سيارات الإسعاف و مخازن الأدوية و المستلزمات الطبية و المدارس و المستشفيات و اغتيال الصحافيين في محاولات لإحراق إثباتات جرائم الحرب و التطهير العرقي. هذه هي إسرائيل يا من يظن أن التطبيع سلوك إنساني. التطبيع مع المجرمين هو فتح أبواب وطنك لإجرامهم.
تستمر عصابة الصهيونية في تبليغ رسالتها للعالم أجمع. يقول إرهابيو دولة اليهود و على رأسهم مجرمو الحرب أنهم يطبقون رسالة ربهم المجرم. تتأرجح مؤسسات الغرب التي خلقت إسرائيل بين ذرف دموع التماسيح و بين تأمين وصول وسائل القتل الجماعي إلى عصابة نتنياهو المسمى عند الولادة ميليكوفسكي. يتفرج الغرب المجرم على استهداف قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان. ينددون بلطف و بكثير من الرهبة، بقتل جنود اليونيفيل و بهدم المدارس و المستشفيات. و انطلق النازي الصهيوني بالسب و الشتم المباشر في وجه رئيس فرنسا لمجرد انتقاد خجول لإسرائيل. قال بصوت مرتفع ” العار العار عليك” . و سكتت أغلبية القيادات السياسية الفرنسية. أتى التخويف و الخوف من السيطرة الصهيونية على أكثر من 80 % من وسائل الإعلام الفرنسية المسخرة لخدمة النازية الصهيونية. بدأت ألمانيا تتزحزح عن موقع الولاء و الإعتراف الأبدي بالذنب التاريخي الهيتليري، و لم تسمح النازية الصهيونية لأي شكل ديمقراطي للتعبير عن رفض جريمة الصهيونية التي تقع على المباشر و المنقولة إعلاميا إلى العالم كله.
كثرت الصلوات و الأدعية على مجرمي الحرب الصهاينة. و لكن مواجهة المجرمين على الأرض هي التي سترضي من يتحكم في السماء. تورط الكل في جريمة يتحكم في زيادة فظاعتها مجرمون فرضوا سيطرتهم على حكام العالم. اسكتوا البيت الأبيض و البيت رقم 10 في ” داونينغ ستريت” و قصر الاليزي و مقر الاستشارية الألمانية ببرلين و مقرات أخرى وصلت إليها أيادي اللوبي الصهيوني و مخابرات الموساد. و لكن مجرمي الحرب سيهربون أمام مقاومة لا تقهرها عصابات بني صهيون. تقصف طائرات الغرب الإستعماري، ذات اللون الإسرائيلي، غزة و الضفة و لبنان و اليمن، و لا تنخفض شرارة مواجهة المجرمين الصهاينة. تتزايد حدة قتل المدنيين تحت انظار العالم ” الحر و الديمقراطي و صاحب قيم الحضارة ” و الساكت عن الحق في الحياة، و لا تزداد عزيمة شعب فلسطين و لبنان و العراق و سوريا الا صلابة. لن تسير إسرائيل المجرمة الا في إتجاه الدمار و الانهزام مهما دعمها غرب بنى اقتصاده على إغتصاب حرية الشعوب و سرقة ثرواتهم. و كلما زادت قوة التصدي و المقاومة، زادت درجة الخوف في قلب الطغاة. و هذه هي نفسية الصهيوني. تعدت أرقام مغادرة أرض فلسطين المغتصبة من طرف الصهاينة معدل يتجاوز 1000 كل يوم و أغلبهم شباب. و سيصل عدد المغادرين الصهاينة عند نهاية 2024 أكثر من 100 ألف. و ستصل خسائر الإقتصاد الصهيوني إلى عشرات آلاف المليارات من الدولار الأمريكي. توقفت السياحة و انهارات عشرات الشركات الإسرائيلية و تسارعت حركة مغادرة الاستثمارات لإسرائيل و زادت نسبة عطالة شباب اليهود المغرر بهم. أصبحت نفسية جنود الإحتياط في أسفل الدرجات و زاد رفضهم الالتحاق بمعركة خاسرة. هناك فرق كبير بين مقاوم لا يخاف الموت و إطار بنكي في أوروبا تتم المناداة عليه للالتحاق بكتيبة للقتل في القطاع و الضفة و لبنان. خارت قوى الصهيونية أمام صمود المقاومة. يخافون من الموت و حتى من الجروح البسيطة، بينما يبتسم الفلسطيني أمام الشدائد و فقدان الولد و السكن و المستشفى. فرق كبير بين مؤمن بقضية و مجرم حرب تموله ضرائب تفرض على دخل العمال و الفلاحين و المقاولات في أوروبا و أمريكا.
يفرض التاريخ قانونه على الشعوب التي تعودت على تلقي المساعدة من الغير. و هذه هي حال الإسرائيليين الذين يعيشون على صدقات بالملايير منذ خلق همجي لدولة من لا شيء. و مهما كانت درجة التآمر التي خلقت إسرائيل و سلب حرية و أرض، شعب فلسطين ،فسيظل ذو الحق سيد القرار إلى الأبد. لن تهدأ قوة المقاومة و لن تستطيع إسرائيل الإستمرار في وجودها على أرض اغتصبتها بدعم من الإستعمار الغربي. قد يدمرون المباني و يقتلون الأطفال و النساء و الشيوخ، و لكنهم لن يستطيعوا أبدأ الوصول إلى سر ارتباط الفلسطيني بارضه رغم أنف من صنعوا الكذب لبناء دولة الكذب الصهيوني. لن يتأسف العالم بثقافاته و شعوبه عن نهاية الاسطورة الصهيونية. و سيكون العالم أفضل حالا بدون إسرائيل.