أحداث الكوميرة.
الى اين انت ذاهب ؟
بدات الاسئلة تتناسل ،شريط لا متناهي لايتوقف. كل مكان يكتشفه لاول مرة تقابله امكنة حميمية غادرها تعسفا وهو الذي لازال يحتفظ بدفئها الطفولي ،كل مكونات الحي الشعبي الذي ودعه تحضر بقوة بعدما رفض رفضا باتا تدخل بعض الوسطاء ليوقف الاجراء حتى لا يلتحق بالتعيين الجديد ، يعتبر الوساطة في الحقوق كما في الواجبات حاطة من الوضع الاعتباري للمناضل العضوي. هذه قناعته وليس بالسهل التنازل عنها دائما يرفع شعار ” المناضل اول من يطالب واخر من يستفيد ”
شرف النضال لايناله وصولي او انتهازي ، فلايسيل لعابه لمغنم عابر مهما علا ثمنه وكم من مرة خضع للابتزاز والتحرش دون ان تنال منه ، لقد فشلت كل الاجهزة في اغرائه فبدا سدا منيعا لايقاوم امام كل هذه المحاولات لانه غير قادر على خيانة العهد ،لايقو على نظرة دونية تتهمه بالخيانة ، يستمد قوته من هذه المواقف التي تربى عليها لقد نشا وامامه قيادات توارت للتراب لاتملك لاذهبا ولافضة انما قوتها اليومي وكان بامكانها ان تراكم ثروات بصفقات وعمليات وتنازلات مشبوهة.
لا والف لا…!
المبادئ لا تباع ولاتشترى انها لاتخضع للمقايضة.
فهي راسمال نستمد منه قوتنا ومناعتنا كان هذا شعاره. ولن يتخل عنه. والسلطة تبادله بنفس القوة والبطش كل ادوات الردع تارة بشكل مباشر في الوقفات الاحتجاجية ومرات كثيرة بطرق غير مباشرة انها معركة وجود غير متكافئة لكنه اثبت انه حقق معادلة ليس بالسهل تجاوزها او انكارها.
رفع التحدي وهو يقاوم دموع امه في عناقها الاخير وهي تضمه لحضنها وتربت على كتفيه تعلم جيدا رجاحة عقله وكيف سيغيب عن ركن الدار شغب طفولي مهما كبر في السن. وكيف كان يعقد اجتماعات النقابة في البيت الكبير بعدما اغلق المقر وكيف كانت ” امي فضيلة ” تهيئ للجميع الشاي والقهوة من اجل ان يستمر النقاش لساعات طوال.
الى اين انت ذاهب ؟
بعدما تركت كل امكنة الطفولة التي تنبض صخبا وضجيجا وانت تدخل مكانا كله صمت وسكون قاتل خارج الاحداث .انها بداية شقية تحتاج لوعي جديد. بطل مقالنا يحلو له خوض التجارب النوعية التي تستفز قريحته لانها كلما امتحنت قدراته ومقوماته الا وزادته جلدا ورجولة.
دخل القرية بعد غروب شمس يوم لاظل فيه ولا موقف استراحة عشر ساعات من هدير صوت محرك يقاوم البعد واغفاءة مؤقتة يستفيق بعدها ليجد نفس المكونات ،شيء ممل ان تجد نفسك تقاوم الفراغ منذ اول وهلة. رحبت الساكنة بالوافد الجديد حيث وفروا له مكانا للمبيت ووجبة عشاء ربما لن يراها بالتوالي الا في المناسبات. بدا يتعايش مع الوضع واستطاع ان يندمج مع الساكنة مكنته من خلق انشطة متنوعة وتاطيرية بدات تزعج السلطة واعيان المنطقة الى ان وقف ذات يوم امام مقر الجماعة يقود حراكا للمطالبة بضروريات الحياة لقد استطاع في ظرف وجيز ان يبعث حياة جديدة في مكان معزول. دون ان يخضع لضغط جهات معلومة. لقد بدا يفكر في تنظيم مسيرة العودة نحو نقطة البداية ،انه مسار طويل وشاق ومتعب لكنه لن يستسلم للوهن والضعف. فهو قادر على رفع التحدي والسقف . لقد اصبح وجوده يزعج جهات معلومة وبدات تفكر في اسهل طريقة لمغادرته المكان. انها العودة من جديد.
ذ ادريس المغلشي