عبد الحق غريب
مؤشرات كثيرة كانت تصب نحو إعادة الثقة في الرفيقة نبيلة منيب، نظرا لكل المقومات التي كانت تتوفر عليها بصفتها أمينة عامة للحزب، بالإضافة إلى العطاء والاشعاع والحضور والتضحيةج ووو… إلا أن الرفيقة، التي أكن لها كل التقدير والاحترام. كانت واضحة ومبدئيّة وملتزمة، بعد أن وضعت حدا لما ذهب إليه العديد من “المنظرين”… تشبثت بقرار الحزب والقاضي باحترام القانون ومبادئ وقيم اليسار، وامتثلت لمبدأ التداول على القيادة، وهو القرار الذي نزل بردا و سلاما على من كان يتوهم أن الاشتراكي الموحد لا يختلف عن باقي الأحزاب ومن يقول أن أبناء عبد الواحد واحد… وهكذا لم يسقط الاشتراكي الموحد في ما سقط فيه العديد من الأحزاب تحت ذرائع مختلفة، بعد ان قاموا بتعديل قوانينهم لفتح المجال لولاية ثالثة للأمين العام.. وهو ما اعتبرته في حينه ذبحا للديمقراطية.
الحزب الاشتراكي الموحد يزخر بالكفاءات التي يمكنها أن تحمل المشعل… هذا لا شك فيه.. بيد أنه من حقنا أن نتساءل :
هل الحزب الاشتراكي الموحد كان يفكر ويعمل للمؤتمر الخامس وما بعده ؟
بعبارة أخرى، هل كان هناك توافق حول خلف الرفيقة منيب، ام أن الترشيح للأمانة العامة مفتوح امام كل من يرغب في قيادة السفينة ؟
صحيح اننا نؤمن بحرية الترشيح والديمقراطية والانتخابات والفوز للأفضل وما إلى ذلك.. ولكن، في تقديري، السياسة لا مجال فيها للصدفة.
صحيح كذلك أن العمل والعطاء الحزبي لا يمكن اختزاله في قيادته، بل في أجهزته ومناضليه… ولكن لنكن صرحاء، ونقول ان الأمين العام يلعب دورا مهما في مصداقية ومستقبل الحزب، أي حزب.. ولنا في ذلك أمثلة كثيرة لرؤساء أحزاب، منهم من وأد حزبه بعد أن مرّغه في التراب، وبات هم مناضلي الحزب هو “الانتظار في الصف”، ومنهم من أعطى لحزبه إشعاعا كبيرا ومكانة محترمة في المشهد السياسي، وأوصل حزبه إلى برّ الأمان رغم الضربات التي تعرض لها وكل المحاولات اليائسة والبئيسة لترويضه وتدجينه.
لهذا وفي تقديري، أرى أنه يُستحب فتح حوار رفاقي عقلاني ومسؤول، بعيدا عن أي أسلوب أو ممارسة تتناقض والمبادئ اليسارية والقيم الرفاقية… حوار من أجل التوافق حول رجل/امرأة المرحلة، قادر/ة أن يقود الحزب نحو الأفضل، وحوار حول الخَلَف في المؤتمر السادس، حتى لا نقع في ما وقعنا فيه اليوم.