محمد نجيب كومينة
يصدق هذا المثل البليغ على النظام الجزائري في كل الحالات، ويصدق اكثر لما يتعلق الامر بالقمة العربية.
يعرف اي متتبع بسيط للشان العربي او العالمي، وحتى غير المتتبع، ان كل التطورات الجارية في العالم، بالاضافة الى اوضاع عدد من الدول العربية حاليا، تجعل اي رهان على تجميع كلمة العرب مستحيلا و لا تسمح بتوقع اتخاذ قرارات جديدة، ويعرف الجميع ان الدولة المحتضنة للقمة جزء من مشاكل العربي بمواقفها و تصرفاتها والعمل التخريبي لمخابراتها ولا يمكن لها ان تقترح حلولا توافقية او غير توافقية، وان التجربة بينت بالملموس انه لا يثاق بها، ناهيك عن الوضع الجزائري المهتز والمفتوح على احتمالات سيئة.
ولعل اهتزاز الوضع الداخلي بالجزائر، التي يحكمها نظام فاقد للمشروعية، هو الذي جعل القمة تثير الضجة الكبرى المثارة حولها، لان ما يهم النظام الجزائري، وما يفهمه الجميع خارج الجزائر، هو الظهور للجزائريين البسطاء بمظهر النظام المقبول عربيا ودوليا والفاعل في عدد من القضايا، وذلك عبر الصور التذكارية والاستقبالات، و قد راهن النظام الجزائري على استقبال الملوك والامراء والرؤساء العرب خلال هذه القمة، عدا الملك محمد السادس الذي خاف من ان يكون حضوره الحدث الاكبر، لكن رهانه اليوم يسقط، بعدما تاكد ان هذه القمة، في حال انعقادها، ستكون فيها التمثيلية اضعف من اي قمة عربية سابقة، وان المشاركة فيها ستكتسي طابعا شكليا بالنسبة للدول العربية.
فقد اعلنت ستة دول، تتقدمها السعودية، انها ستكون ممثلة باعضاء في حكوماتها وليس برؤساء الدول، ومن المتوقع ان يرتفع العدد في الايام القادمة، وهذا ما سيجعل مسمى قمة عربية غير جائز، وما سيكرر فعليا الحضور المحدود للرؤساء في الاستعراض العسكري الذي نظمه شنقريحة في الصيف الماضي،و لحضور رجال الصف الثاني في المنظمات الفلسطينية في اللقاء الذي اراد النظام الجزائري استغلاله ضد عدد من الدول العربية قبل القمة، بالاضافة الى استغلاله البشع للقضية الفلسطينية في دعايته الداخلية.
القمة العربية فشلت قبل ان تبدا، وليس واضحا الى الان ما اذا كانت ستنعقد فعلا في ضوء المعطيات المساقة اعلاه، والمشكل ان انعقادها بتمثيلية ضعيفة او الغاءها سيجعل النظام الجزائري يظهر على حقيقته للراي العام الجزائري ولغيره كنظام فاشل يخبط خبط عشواء ويوزع الاوهام، اذ لافرق بين هذه وبين اجترار وهم اقصاء الكاميرون ومشاركة الفريق الوطني الجزائري مكانه في كاس العالم بقطر والترويج للتصريحات المختلقة لمسؤولي الفيفا من طرف الهبال، من قبيل التصريح المنسوب لانفانتينو الذي تم تقويله ان كاس العالم بدون الجزائر منقوصة ولاقيمة لها.
جاؤوا بالعمامرة الى وزارة الخارجية ليساعد النظام على تبييض وجهه وتسويقه دوليا وعربيا وافريقيا، فاذا بالرجل، الذي لايجيد سوى العداء للمغرب، ينصب لهم ولنفسه الفخ تلو الاخر و يجني الفشل وراء الاخر و يصدمهم الصدمة وراء الاخرى، ومع ذلك، فانه يطمح في ان يكون الرئيس الجزائري القادم اذا ماراى الجنيرالات ان تبون ورقة كلينكس يجب ان ترمى مع الازبال المتراكمة في شوارع المدن الجزائرية وراوا ان يعوضوه بدمية اخرى، وربما يستحضر العمامرة تجربة الجنيرالات مع بوتفليقة، بعد ازاحة لامين زروال، لانهم يرغبون دائما في واجهة لنظامهم الذي لايرون ان الجزائر والشعب الجزائري يمكن ان يتحرر منه يوما ويبني دولة مدنية ديمقراطية.