بعد أن أدانته محكمة أمريكية بنيويورك بالسجن المؤبد، انتقل تاجر المخدرات المكسيكي الشهير، خواكين غوزمان، الملقب بـ”إل تشابو”، من حياة إمبراطور المخدرات الذي لا يقهر، إلى القبوع مدى الحياة في “أسوأ سجن في العالم”.
وحظي غوزمان بسمعة كمهرب في الثمانينيات من القرن الماضي عن طريق حفر أنفاق تحت الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة أتاحت له تهريب المخدرات بشكل أسرع من كل منافسيه.
وحقق نفوذا في التسعينيات وفي العقد الأول من الألفية الحالية من خلال مواجهات دامية مع منافسيه حتى أصبح في نهاية المطاف أشهر زعيم لعصابة سينالوا.
وخلال محاكمته أثبت الادعاء أن تاجر المخدرات المكسيكي أصدر أوامر بالقتل أو نفذ بنفسه عمليات قتل ما لا يقل عن 26 شخصا، كانوا مخبرين أو تجار مخدرات من منظمات منافسة أو أفراد من الشرطة أو متعاونين أو حتى أفراد عائلته.
ووجهت لخواكين غوزمان تهمة بنقل 1200 طن على الأقل من الكوكايين نحو الولايات المتحدة على مدى ربع قرن. وعلى الرغم من توقيفه لا تزال عصابته “سينالوا” مسؤولة عن إدخال القسط الأكبر من المخدرات نحو الأراضي الأمريكية.
وكان السقوط صعبا بالنسبة لهذا الرجل البالغ 62 عاما، والذي قاد طيلة 25 عاما عصابة “سينالوا”، التي جعل منها إمبراطورية ذات امتدادات في أوروبا وآسيا.
وكشف المحاسب السابق لـ”إل تشابو”، خيسوس “ري” زامبادا، شقيقه والمؤسس المشارك لعصابة “سينالوا”، أن التاجر كان يشتري الكوكايين في كولومبيا مقابل ثلاثة آلاف دولار للكيلوغرام الواحد ويعيد بيعه بحوالي 25 ألف دولار في نيويورك. وكانت العصابة تدخل ما بين 80 و100 طن من الكوكايين سنويا إلى الولايات المتحدة.
وبنى غوزمان، الملقب بـ”سيد الأنفاق”، عشرات الأنفاق تحت الحدود الأمريكية المكسيكية لنقل المخدرات.
وقال، في مقابلة نشرت في المجلة الأمريكية رولينغ ستون، “كنت أهرب الهيروين والميتامفيتامين والكوكايين والماريخوانا أكثر من أي شخص آخر في العالم، ولدي أساطيل من الغواصات والطائرات والشاحنات والبواخر”.
وقد جعلت منه عمليات فراره الخطيرة والمتكررة أسطورة، وأكسبته سمعة دولية حتى اعتقاله سنة 2016، الذي أنهى عقودا من الملاحقة.
وفي ولاية سينالوا، وهي منطقة جبلية في شمال غرب المكسيك، ترسخت لدى الساكنة المحلية فكرة عن غوزمان كمتبرع سخي، على الرغم من الفظاعات التي تم الكشف عنها خلال أطوار محاكمته.
ومكنت أطوار المحاكمة، التي استمرت لثلاثة أشهر، من تقديم صورة مفصلة عن عصابة “سينالوا” وعن نشاط خواكين غوزمان المرعب والخطير.
ونوه الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، بإدانة غوزمان، وأعرب عن تضامنه مع الضحايا الكثيرين لعصابة “سينالوا”. وقال “يخطر ببالي الكثير من الضحايا، إنه أمر مؤلم للغاية، سنستمر في بناء مجتمع أفضل وأكثر إنسانية ومتضامنا وسلميا”.
وأشار إلى أن الحكومة ستعمل على استثمار الأموال التي تمت مصادرتها من مهرب المخدرات لتمويل مشاريع تنموية لفائدة ضحايا العنف والجريمة المرتبطة بتجارة المخدرات.
وسبق أن طلبت الحكومة الأمريكية، بدورها، مصادرة نحو 12.6 مليار دولار من أملاك تاجر المخدرات المكسيكي، اعتبرت أنه جمعها من عائدات منظمته الإرهابية