آخر الأخبار

مواجهة الصهيونية ليس معاداة السامية

يكثف اللوبي الصهيوني ضغطه تحت يافطات فنية لترسم التطبيع وتبرير استغلال الاطفال لاغراض سياسية، وربحية وتوهيم الرأي العام وخداعه باسم الانسانية المفترى عليها.
لسنا عنصريين ولا نؤسس قناعاتنا ومواقفنا على التمييز القائم على اي سبب كالعرق او الدين او اللغة او الجنس او الوضع الاجتماعي، نحن حماة المساواة والمنافين عن الحريات الفردية وحرية المعتقد والضمير والوجدان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، نحن ضد الابادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، وايضا ضد العنصرية المبنية على اي اساس بما فيها العرقي والديني.
نحن مع السلم والعدل والحرية ولسنا وعاء لتبييض الجرائم المستمرة في التاريخ .
لسنا ضد اية ديانة بل ندافع عن حق معتنقيها حتى لو كانوا اقلية في ممارسة شعائرهم بكل حرية، نحن ندافع حتى على اللادنيين،
لكننا ضد العنصرية الصهيونية عدوة الشعوب، لن نخشى من يسعى الى توظيف معاداة السامية للتصدي للسياسة الصهيونية.
معاداة السامية التي تم توظيفها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، اصبحت مرجعية للكيان الصهيوني لنشر اطروحاته والتسويق لمخططاته داخل دول وشعوب ، لا علاقة لها بالجرائم المقترفة ضد الانسانية وجرائم الحرب التي راحت ضحيتها الملايين من البشر من مختلف العرقيات والديانات والميولات الفكرية والعقائدية، جرائم لا يمكن لاحد التنكر لها او اسقاطها ، فهي جرائم بشعة ودفعت المجتمع الدولي والحركات الحقوقية العالمية ، للبحث عن تطوير المعايير والاليات الدولة للتصدي لمثل تلك الجرائم ومحاكمة مقترفيها، وللاسف رغم التطور المعياري ،لم نصل الى اعمال وتطبيق ما وصلت اليه المنظومة الحقوقية، لان هناك رفضا لبعض القوى الدولية ولكيانات تخشى المحاسبة والعقاب لانها تقترف مثل تلك الجرائم. ان توظيف معاداة السامية للحد من مواجهة الصهيونية هو ابشع اشكال استغلال جرائم النازية .
التذكار المزعوم ليس كنيس او مكان للعبادة حتى نحتضنه ونعتبر هدمه غير اخلاقي ويتنافى وحقوق الانسان وقيم التسامح وحرية المعتقد، انه شكل اخر من التطبيع واستغلال بشع لاطفالنا وفقر المنطقة، وايضا توظيفا سياسيا مكشوفا لجرائم النازية ، وتغطية عن جرائم الوجه لاخر لها.
من حقنا المواجهة دفاعا عن كرامة اطفالنا ، وعن حق شعب يعاني من الاستيطان والاحتلال والمنافي، من حقنا مواجهة العنصرية والتحريض على الكراهية والتمييز بين البشر. من حقنا الدفاع عن قيمة المساواة بين الشعوب والبشر بغض النظر عن عرقها او دينها، ومن حقنا ان نجهر بانه ليس هناك عرق ارقى من الاخر .

من حقنا اللجوء للقضاء للمطالبة بالانصاف والمس بحقوق اطفالنا وكرامتهم وعن اساليب التحايل والتزوير
لنتصدى بكل الاساليب بما فيها اللجوء للقضاء للاختراق العنصري ، ومن حقنا ادانة كل من يحاول الباسنا معاداة السامية ، وهو يعلم انها مقولة اديولجية لحركة عنصرية تستعمها للتصدي لمنقديها .

علينا الا نبقى في موقع دفاعي لاننا اصحاب حق ، وقولة مناهضة السامية فزاعة وتوظيف سياسي واديولوجي للوبي الصهيوني عالميا وادواته للاخترق الشعوب حتى في المناطق البعيدة والتي لا علاقة لها بجرائم النازية، ولاننا ضد السياسة الصهيونية ونؤمن بالمساواة بين الشعوب ، نميز جدا بين الصهيونية كحركة عنصرية استيطانية مناهضة لحقوق الشعوب، وبين اليهودية كعقيدة دينية لا نجادل في احقية احد لاعتناقها وممارستها.

عمر أربيب / ناشط حقوقي