َيواجه العقل الظلامي الغارق في القرون الغابرة والمتشبث بالنقل عن اشخاص اجابوا عن اسئلة زمنهم في حدود معرفتهم والامكانيات المتاحة لهم، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة. ذلك ان الفقاعة الاخوانية والوهابية انفجرت بعد فترة ناهزت نصف قرن من الزمن تاتى لها خلالها ان تتضخم كما تتضخم الاورام الخبيثة.
و يبدو ان تضخمها ذاك كان ضروريا كي يكتشف المسلمون ضررها و يفتحوا اعينهم على العصر الذي يعيشون فيه والمشاكل الحقيقية التي يواجهونها غير القابلة للاختزال في ازمة هوية وجرح نرجسي و غير القابلة للحل الا بسلوك طريق العلم والتكنولوجيا و التدبير السليم والديمقراطية الحق.
امثال السلفي الكتاني الغارقين في وحل سلفية وهابية والرافضين لكل ما يجعل الامة تتقدم وترتقي في سلم الحضارة سيجدون انفسهم في وضعية متحفية و سيتحولون الى مضرب الامثال في الجهل والتخلف، فلا يمكن لهم الادعاء انهم بحجم قامات شيوخ ازهريين او مغاربة ايضا اخضعوا النصوص لدراسات قادتهم الى تبرئة الاسلام مما علق به في حماة الصراع على السلطة او في فترة الانحطاط الطويلة. ومن تلك القامات شيخ الازهر الحالي.
و فضلا عن فتاوي شيخ الازهر، هناك اليوم الثورة الجارية في السعودية، التي كانت وراء ظهور شيوخ الوهابية و عضلات الاخوان المسلمين خلال فترة طويلة، وهي ثورة سيكون لها ما بعدها و سيخرج منها الاسلام رابحا وليس العكس كما قد يعتقد متخلف منشد الى الكتب الصفراء والجمود العقلي.