عبد الصادق شحيمة
موال أطلسي للكاتبة سعيدة عفيف : بين سموق معمارية النص الموازي وغور مكونات ومرجعيات السرد.
من الفصل الثالث إلى الفصل السادس ومن مدينة الدار البيضاء إلى القرية في إجازة قصيرة ،تحضر المواويل ” عبر صوت محمد رويشة الشجي والذي يصلني من أحد المنازل القريبة يزيد من اشتعالها ويتحكم بشغاف قلبي ” ص45
“إناس إناس ما يريغ أداس غي زمان
إزي إنغا إقناض ابعي أبريد أسمون
( قل له ،قل له ماذا يريد مني الدهر …..
الوحدة تقتلني ،وطريق الحبيب بعيد …..)
في نفس الفصل وفي نهايته يقول السارد “أما أمه التي لم تفلح أبدا في إخفاء حزن أو فرح ،تذهب بعد كل أزمة بكاء في – سرابة – موجعة من الأنين المنغم الشبيه بالمواويل الذابحة ،تنعي الابن الغائب والفرح والأيام والزمن لساعات طوال “ص 48
الصوت هنا موسوم بالموجع ومجسد في الأنين هو صوت الأم أم مختار منضاف إلى صوته وحمودة ثم رويشة .
وعبر لعبة /ثنائية الخفاء والتجلي يتراجع الموال في تسعة فصول ليظهر من جديد في الفصل الثالث عشر ” كدنا نأتي على حنوننا المثلجة ، حين وصلت إلى سمعينا نغمات أطلسية على مقام الصبا . مواويل تسفح أوتار قلبينا العليلين ، وتذكي ما أخمده الروتين ومتاعب الحياة ” ص 106
اختيار مقام الصبا ، المنضاف سابقا إلى مفهوم السرابة كفيل بتأكيد سمة الحزن ، فالمقام من الناحية الموسيقية حزين ،الآلات فيه تجهش بالبكاء ،ولا ينافسه أي مقام آخر في درجة الأحزان ،وهو ما يؤكده المقطع السردي ” تمددنا فوق العشب الندي ساهمين مستسلمين لليل والقمر وجمال الموال وما يعبث بنا . بعد حين نظر إلي بعينين حزينتين دامعتين ولم ينبس بحرف ،فأسلمنا نفسينا للبكاء طويلا . لم يستعص الدمع . وكهبة النسيم ،جرت الدموع من المآقي بسهولة عجيبة واستقرت على العشب ” ص 107 .
يمتد صوت الموال (مواويل ) ليصل الفصل 13 بالفصل 14 ، مع انتقال المختار من القرية إلى مدينة الدار البيضاء ،وباسترجاع سردي بادخ ورد فيه ” عندما بلغت مشارف القرية ،كانت مواويل الأطلس الجارحة لا تزال عالقة في ذهني المثقوب ،تلوكها شفتاي بصوت منخفض ،وتعصف برأسي مواويل أخرى …… مواويل في رأسي هي الحياة والموت معا ، تتجاذبني وتقزمني ولا أستطيع حيالها شيئا . “ص113
المواويل تشتعل وتلتهب تشمل الحياة كما تتجاوزها إلى الموت ،يتوحد صوت الأطلس مع صوت المختار ،فيتجلى الموال مخطوطا بحبر جاف أسود فوق وريقات كناش ذابلة هي ما يملك المختار في رحلته الوجودية والمكانية ، هل يعقد المختار عقد قران مع الموال ويصبح دالا عليه ،متوحدا معه ،ظله الذي لا يفارقه ،ونبعه الذي يرتوي منه ، فيزداد ظمأ كلما ارتشف قطراته ،إنه موال الحب المتبل بالحزن والجراح والمواجع والفواجع ،الحب إلى درجة الفناء والذوبان والانصهار ” لبلاد الحبيبة ” والتي ليست جوكاندا ،ولا ذات العرعار (1 )
1 إحالة على قصيدة لأحد شعراء الشعر الملحون بمدينة الصويرة اسمه محمد بن الصغير الصويري عاش زمن الحسن الأول تحكي عن ثلاثة أشخاص سافروا من مدينة الصويرة إلى مراكش أولهم نجار والثاني تاجر والثالث فقيه ،اتفقوا على اقتسام الحراسة ليلا ،حيث نحث النجار جسد امرأة ،وألبسها التاجر أفخر الثياب ،وتوجه الفقيه بالدعاء إلى الله لزرع الروح في الجسم المنحوت
هاد هي ،ماهي غير من جدر د العرعار .
نحت ماهر عيار
دم ولحم رجعت وحيات ولات مرا
التراث المغربي الأصيل عدد مزدوج 2014/2015 / ذ -محمد بوعابد