عبد الصادق شحيمة
موال أطلسي للكاتبة سعيدة عفيف : بين سموق معمارية النص الموازي وغور مكونات ومرجعيات السرد.
3-المؤشر الجنسي: رواية
يحدد -جيرار جينت – المؤشر الجنسي، بأنه تعريف خبري تعليقي يقوم بتوجيه المتلقي نحو النظام الجنسي، أي أنه يأتي ليخبر عن الجنس الذي ينتمي إليه هذا العمل الأدبي أو ذاك، ويندرج هذا المؤشر ضمن مفهوم مركزي سبق -لفيليب لوجون – أن أشار إليه بل جعله أساسيا في عنوان كتابه وهو الميثاق -تحديدا الميثاق الروائي – الذي يستند إلى مظهرين أساسين:
المظهر الأول هو الممارسة المعلنة لانعدام التطابق حيث لا تحمل الشخصية الرئيسة اسم المؤلف/المؤلفة، بل تحمل أسماء مختلفة عن أسماء المؤلفين.
المظهر الثاني هو الاعتراف بالاتجاه التخييلي للنص، وهو المظهر الذي تتم الإشارة إليه في الغلاف أو صفحة العنوان أوهما معا، أو في مجموعة من الأماكن الأخرى، وقد أسيء استعمال هذه الشهادة في الكثير من الأحيان ( الخبز الحافي – مجنون الأمل سيرة روائية– سيرة ذاتية )
واضح أن الكاتبة قد أخذت هذا المؤشر الجنسي بالاعتبار في الغلاف بخط عمودي وفي الصفحة الأولى بخط أفقي، وهو ميثاق يحدد أحادية في ظل التعدد الذي يسم شخصية الكاتبة وهي تنتقل من الشعر إلى القصة ومن هذه الأخيرة إلى الرواية.
وبالاقتراب من التنظير الأدبي لهذا الجنس منذ مراحله الأولى مع جورج لوكاتش في كتابه -نظرية الرواية – أمكننا القول مع جاك بغان jacques brun في بحثه الجامعي عن لوكاتش:”إن نظرية الرواية المستلهمة من هيجل، تترجم في لغة ما تزال استطيقية، اهتمامات وجودية” أي وبكلمة موجزة إشكالية الحياة والوجود الإنساني. ولن يختلف أي قارئ اطلع على رواية الكاتبة حول هذه الخلاصة.
أما عن تصريفاته العملية فإنني أجد ما سماه القاص أحمد بوزفور في كتابه الزرافة المشتعلة – في طريق البحث عن نظرية التلويث – ينطبق على القصة كما هو الشأن بالنسبة للرواية أي لهما معا ثلاثة عشر خصما:
فالرواية هي الأخرى يمكن أن تكون ضد المعاني المفهومة و ضد الاستلاب باللغة، وضد الجزم واليقين والأحكام الصلفة، وضد التبشير والدغدغة والحياد، وضد التصعيد (أي ضد الكاتب الخجول القلق، الذي لا ينشر حتى يرضى عما يكتب) ضد المنطق والتناسب والسببية في التصرف والسلوك، ضد الحديث الممل والمونولوج المتحبب والإطار اللص، ضد اطمئنان السرد (السرد الطيب البطئ كحمار وديع، بل استفزاز السرد ولي عنقه واللعب به) ضد الحيل الفنية المكشوفة والمحجوبة، ضد النموذج، وضد أخلاقيات النشر والتوصيل الفاسدة، وأخيرا ضد الناقد الإكزورسيست الذي يعزم ويبخر ويتلو من كل المناهج لاستخراج العفاريت القصصية أو الروائية. الزرافة المشتعلة ص 17-18-19-20-21-22-23-24-25 .