عبد الصادق شحيمة
موال أطلسي للكاتبة سعيدة عفيف : بين سموق معمارية النص الموازي وغور مكونات ومرجعيات السرد.
4-الإهداء :
*إلى الغائبين الذين رحلوا عنا.. قد تجدون إجابة عن أسئلة تؤرق هاهنا..
*إلى كل من لاذ باللغة يبغيها لباسا وقناعا، فخذلته وعرته…
*إلى كل المخذولين العراة إلا من لغة تتاخم السؤال والموت..
*إلى لغة فتق حلمها ناي أسطوري يشدو مواويل أطلسية.
الإهداء كما يشير إلى ذلك – جيرار جينت – في كتابه -عتبات – تقليد عريق يتخذ شكل إهداءات سلطانية أو عائلية أو إخوانية، ويقع الإهداء في قلب العملية التواصلية والتداولية على أساس أنه يحتاج إلى مهدي dédicateur، ومهدى إليه dédicataire قد يكون خاصا أو عاما وقد يكون ذاتيا)، كما فعل -جيمس جويس في أول أعماله une brillante carrière
وبالرغم من كل ذلك تبقى وجهة الإهداء غامضة بالرغم من تحديد المهدى إليه الرسمي، لأن الإهداء يستهدف إلى جانب المهدى إليه كل قارئ يقع الكتاب بين يديه، على اعتبار أن الإهداء فعل جماهيري، تبقى معادلته صعبة ومعقدة لانفتاحها على أفق لانهائي.
وسنقف عند الوظيفة الدلالية للإهداء، وهي الوظيفة التي تبحث في دلالة هذا الإهداء وما يحمله من معنى/معاني للمهدى إليه،إلى جانب العلاقات التي ينسجها من خلاله.
مفرد بصيغة الجمع، إهداءات بدل إهداء في رواية موال أطلسي للكاتبة سعيدة عفيف، تعلن من خلالها عن أرق السؤال وتخومه، علها تستشرف الكون، وتقبض على بعض من أسراره، ينسرب الماء من بين الأصابع، وتنطفئ جذوة الوجود، ويقبل الموت.
الإهداء في صيغته وجملته الأولى بساط ملغوم وفخ أو شرك تفرشه وتنصبه الكاتبة للقارئ، وهو يبحث عن الإجابة لأسئلته المؤرقة، فلا يخرج من حبالها ومحرابها إلا وهو مثقل بوابل من الأسئلة، تضع السؤال موضع مساءلة فتتناسل الأسئلة، وتتفجر من تحت أقدامنا وهي تحدث الارتجاج وهدة الهدم. “السؤال قمة والجواب سفح قاحل. وبين القمة والسفح أدغال متمنعة من أهداف ورغبات وخلفيات مستعصية الاختراق، وأجراف ثقافات مؤدلجة مسيسة شاهقة العلو شديدة الانحدار.. ومن تغريه المحاولة، يتجاذبه ثنائي الموت والحياة..
سؤال معلق وجواب قاتل.”واللي قال العصيدة باردة يدير يدو فيها” موال أطلسي ص120.