استبعد ادريس لشكر من المنصب الذي تفاوض عليه واعتبره لايلائم الا مقاسه الشخصي، وتولى الوزارة الوحيدة التي تبقت للاتحاد الاشتراكي في حكومة دخلها “بزز” محمد بنعبدالقادر قادما اليها من وزارة الوظيفة العمومية التي ورثها الموزر باسم الاحرار محمد بنشعبون وزير الاقتصاد والمالية.
بنعبدالقادر تم اختياره بدلا من رئيسه ورب نعمته لشكر، حسب اتحاديين، لان له حظوة لدى فؤاد عالي الهمة مند التحاقه بصديقه احمد اخشيشن في وزارة التربية وقربه من البام، بعدما خرج من ديوان محمد اليازغي وخاصمه، ويقارنون بين هذه الحظوة وتلك التي جعلت امزازي يستمر وزيرا للتربية والتعليم بدعم من رئيس الكتابة الخاصة للملك وصهره وصديقه محمد الماجدي.
اتحاديون يرون ان الاتحاد غادر الحكومة فعليا وان تمثيليته فيها لاتعنيهم وانما تعني الشخص الحاصل على الوزارة والكاتب الاول الذي ” تقولب” اخيرا بعدما كان الجميع يعتبره متخصصا في القوالب.
بعضهم يجري مقارنة مع تصفية ماتبقى من حرس الاحرار القديم وبسط اخنوش لسيطرته على الفيرمة التي اشتراها من ماله الخاص وتم ادخال آ حفيظ العلمي شريكا له رغم أنفه. والاحرار بحسب تمثليتهم اليوم يمثلون اثرياء البلد “بوكو فلوس” وليس رجال الاعمال كما قد تروج ابواق ماجورة، وما اكثرها في صحافة يندى لها جبين الوطن، وهم المبشرون بالفوز بانتخابات 2021 لينهوا السياسة في هذا البلد ويقضوا على التعددية التي ناضلت اجيال من المغاربة من اجل الحفاظ عليها، وياتي من يسمون بالتكنوقراط ظلما وعدوانا، لان الامر يتعلق بصاحبي وصاحبتي، ليرثوا الحكومة ويخدموا الثراء والاثرياء ويمكنوا المخزن من صداع الراس ونبني نموذج تنموي بالمعايير الداروينية، حيث يصبح مطلوبا منا نحن فقراء البلد ركوب قوارب الهجرة او الموت بغيضنا او جوعنا. والحجم الذي صار لمن يوصفون بالتكنوقراط في الحكومة الحالية، وماهم بتكنوقراط ولا هم يحزنون، مقدمة لما سياتي بعد. وما يحضره لنا من يقررون لاعلاقة له بالعقل السليم وينطوي على استهتار لايليق بدولة ترغب في ان يكون لها اعتبار في عالم الغد.
قبل ان اخط هذه التدوينة، ناقشت مضمونها مع اصدقاء بتفاصيل اكبر، فكان جواب احدهم : الان افهم لماذا لايريد احد ان يشغلك في الصحافة، وفي تصوري انه لو ورد اسمك في مشروع بحث او دراسة سيرفض، ومن غير المستبعد ان يكون من يحرض على الرفض من رفاقك القدامى درءا لاي شك في كونه دخل الى الصف. وانهى كلامه بالقول : كتجبد عليك الدبان . وقد بدا لي مناسبا وصفه لمن يعرضون الوطن لكل الاخطار ارضاء لمصالح او انانيات او امراض نفسية بالدبان ، لذلك لم ارد. الدبان لايخيفنا نحن الذين نعيش حيث نعيش، نتعايش معه ونقاومه قدرىالمستطاع.
الله ينعل بوها وقت والله يبدلها باحسن منها كي لايجد من يحكمون انفسهم غدا بلا شعب يحكمونه، ولا يجد اثرياء البلد شعبا ينهونه، ولا يجد المتملقون والوصوليون شعبا يدعون الحديث باسمه لنيل الامتيازات والحصول على ريع الوضعيات.
قتلوا السياسة والنقابة والعمل المدني ووجدوا مسخرين لتسهيل بلوغهم الى هدفهم، لذلك سيجدون انفسهم غدا وجها لوجه مع الفراغ الذي خلقوه.
محمد نجيب كومينة / الرباط