لعل موسى(ع) هو أول من انتبه، في التاريخ، وناضل نقابيا،
يعتبر الفرق الرئيس بين العملين السياسي (الحزبي والإداري) والنضال النقابي، أن الأول يستهدف تغيير النظام (او تكريسه والمحافظة عليه) بينما تهتم النقابة بمحاربة (عواقب النظام) لا النظام نفسه،
ذلك كان هم النبي موسى، وأكثر اشقائه وإخوانه من الأنبياء والصلحاء(عدا محمد) فهو، مثل عيسى أيضا، لم يحارب النظام الاجتماعي-السياسي العبودي، وإنما بعض مأسييه، ومن ذلك كدح العبيد(وكذا الدواب) بدون تعطل اوراحة (عدا النوم اوالعجز بالمرض أو الموت أو الأعياد الوثنية الموسمية)
باسم الرب، وبامر منه، فرض الحق في عطلة اسبوعية(التسبيت) فالله، حسب (الوصايا العشر)اشتغل 6 ايام لخلق الإنسان والعالم، وأخذ عطلة استراحة يوم السبت، وكذلك يحق للبشر، كما الحيوانات أيضا، أن يستريحوا يوما واحدا في الأسبوع يتمثلون فيه خالقهم، يتقدسون(=يتنظفون) يصلون ويتعبدون(يتاملون) ويتواصلون،،، مثل خالقهم، انه يوم الرب(التعطل) لا يوم الناس، (عمل العبيد، من أجل الأسياد)
يحرم فيه إشعال النار، كناية عن الحركة والتعب والكدح،
في زمن ما قبل التاريخ، اي ماقبل العمل، زمن البشر، ماقبل الإنسان، زمن المجتمعات البدائية والمشاعية(قبل الطبقية) لم يكن تمة معنى للتعطل أو الراحة، كان اسلافنا ياخذون من الطبيعة ما تعطيه لهم دون مجهود، عدا الأخذ بالجني أو الصيد أو القنص، يستيقظون حين يجوعون، ثم يستريحون متعطلين إلى أن يجوعوا، متضامنين في معاشهم وامنهم وامراضهم، ك(أسنان المشط)أو كالطير في الوعد النبوي للإنسانية اذا هي استقام نظامها، لا يدخرون ولا ياكل بعضهم بعضا، ذلك لأن كل واحد منهم على حدة، لا يستطيع أن يوفر أكثر مما يحتاج إليه ويستهلكه هو نفسه، فلا معنى ولا إمكانية لاستعباد او استقطاع أو استغلال(=الرأسمالية) فذلكم أمر لم يتيسر، الا مع اختراع الأدوات، ومن تم الانتقال من الكدح(الحيواني) إلى العمل والفعل البشري، اي الإنتاج الذي يكيف الطبيعة ويغيرها،حسب حاجاته ومطالبه منها، ، ولا يقتصر على الاخذ(= الانفعال) منها دون مجهود،
مطلب التعطل والراحة إذن، لا معنى له قبل او بعد المجتمعات الطبقية، المطلوب أن يصبح العمل مريحا، والتعطل عملا(مثل الفن والتعبد والتواصل،،)
ذلكم هو معنى ومقصد الدين القويم(وليس الايديولوجيات الدينية) تسبيت ايام الناس، لتصبح (ايام الله) او نهاية التاريخ، نهاية الدولة (=القيامة) لاستنفاد حاجة الناس إليها، اعادة انتاج جنة الاشتراكية البدائية، باشتراكية العلم والوعي والحرية والارادة(وليس الضرورة) وهو ما أضحى ممكنا اليوم، قبل الغد، لولا توحش ولا عقلانية الرأسمالية، في طور الإمبريالية،
حديث عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً”. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
مراكش في 24 /2023 ذ، ع، الصمد بلكبير