محمد نجيب كومينة
َابان بعض اصحاب المقاهي، في المجال الذي اتحرك فيه ولا ادري ماكان عليه الامر في مجالات اخرى، ابانوا عن جشع بشع وعن سلوك لا يشرف ولا يعكس هذه الروح الوطنية التي برزت في بلدنا بفضل نتائج الفريق الوطني المغربي في المونديال. ذلك انهم استغلوا رغبة المغاربة في مشاهدة مقابلات الفريق الوطني بشكل جماعي ليرفعوا الاثمان ب 500% احيانا.
واذا كنت شخصيا او غيري قادرين على دفع 50 درهما مقابل قهوة، فان عددا كبيرا من المغاربة لم يكونوا قادرين على دفع هذا الثمن. وقد رايت شبانا يعودون و وجوههم وجمة و عيونهم تكاد تدمع لانهم لا يملكون 50 درهما او يحاولون مشاهدة المباراة من بعيد حين يسمح لهم بذلك.
هذا السلوك الشبيه بسلوك تجار الحرب كان يستدعي تدخل المصالح الاقتصادية التابعة للعمالات، مادام ان لكل مقهى تصنيف يترتب عليه ثمن محدد، وكان مفروضا ان يتحمل العمال والولاة مسؤولياتهم لوضع حد لسلوك متكرر يمس في العمق الشعور بالانتماء، وهذا هو الاخطر، وهم الاعرف بان كثيرا من موظفي المصالح الاقتصادية والمراقبة مرتشين وفاسدين ويمكن ان تدفعهم مصلحتهم وعلاقاتهم مع التجار والمقاهي وغيرها الموسومة بالفساد المكشوف الى التغاضي عن سلوك كهذا او غيره مما يمكن ان يشكل خطرا على الصحة العامة.
ان تشعر مغاربة بالغبن بسبب قلة ذات اليد في هذه اللحظة المشحونة بالمشاعر الوطنية الصادقة بزاف عليك تمغربيت، وان تتغاضى على سلوك يرمي الى خلق شعور بغبن جماعي معناه انك لست اهلا للمسؤولية في وطن اسمه المغرب .