إدريس المغلشي
نجمة رغم بياضها أفلت ذات مساء لتتركنا عرضة للظلام بعدما انتهكت حرمة مؤسسة في مشهد مرعب اربك سكينة فضاء تربوي.صياح يتعالى ليمزق الهدوء إلى أشلاء متناثرة يصعب رتقها في سماء منظومة مرتبكة ملبدة بالغيوم بعدما كثر حولها ،صراخ لم يترك لنا فرصة فهم ماجرى .أطفال صغار عاينوا مشهدا يجسد حماقة الكبار في غياب نموذج بعيدا عن تكريس واقع متخلف. كثر المنجمون فأسهبوا في تأويلها دون أن تنفذ قراءاتهم المتعددة والطائشة في بعض منها لصلب ومضمون الإصلاح.فتحول هذا الأخير لمجرد أماني يقتات منها سراق الوطن تحت مسميات عديدة وعناوين مختلفة . جل الأحداث المشابهة تشكل بالنسبة إلينا في كل مرة نوبات صرع نثقلها بالتحليل واللغط المشحون بالعاطفة ثم تخمد إلى غير رجعة او تظهر مرة أخرى مع نكبة أخرى من جديد .
ما أتعس منظومتنا بعدما تكالب عليها الأغيار …!
لا أدري ماسرهذا التناقض بين الأسامي التي تختارها الجهات الوصية لبعض فضاءاتنا وواقع الحال يحبل بأحداث مفاجئة تقوض معالم مفاهيم لم تعد تصمد أمام سيل من الكوارث فقد تجد” حي السعادة” وهو عبارة عن بناء عشوائي الداخل مفقود والخارج منه مولود أو مدرسة سكينة وهي الأخرى لاعلاقة لها بالاسم لامن قريب ولامن بعيد بل قد تجد هذه الطمأنينة والسكينة مهددة في كل وقت وحين .ربما كون هؤلاء المسؤولين متفائلين اكثر من اللازم او هم في حقيقة الأمر مدلسين مزورين أكثرمن اللازم يغشوننا في كل شيء حتى في أسماء الشوارع والأمكنة لم يتركوا لنا شيئا واحدا على حقيقته .هل فعلا النجمة البيضاءناصعة متلألئة متفائلة ام ان أمورتعتمل في الخفاء كسرت صمت هذا الواقع المسكوت عنه او المتواطئ حوله لتعلن لنا جميعا أن واقعنا التربوي يعيش أسوأ حالاته ونتائجه لماذا ينتهي الحدث في حدود التعاطف والشجب والتنديد والاستنكار مادام وزيرنا الموقر قد ركب موجة الاحتجاج قبل النقابات مسجلا موقفا استباقيا قبل الكل اين هو صوت الاخرين لينضم لهذا الموقف .؟
يحكى والعهدة على الراوي ،
فيما أذكر من أحداث كثيرة طواها النسيان أن واقعة في سنة 2006 إن لم تخني الذاكرة وفي أجواء منتديات الإصلاح مشابهة للقاءات التشاورية التي تطوف المغرب اللحظة بدون سابق إخبار ولاترتيب .أن مدير مؤسسة رفع كثير من التقارير للجهات المسؤولة من أجل توفير الحماية والأمن للمؤسسة لكن دون جدوى .وبعد الحاح شديد تمت الموافقة على قرار تقوية جدار الملاعب وتسييجه فاختلفوا في الميزانية المرصودة له وتوقف المشروع ليبقي معلقا، تقاعد المدير وحل محله آخرولما ناقشته في أمر السياج قال لي بالحرف :
” المؤسسة ليست سجن حتى أسيجها وإذا لم نكن مستعدين لحمايتها بمقاربات أخرى فسنكون مجبرين لإعلان فشلنا ووضع المفاتيح بالتعبير الدارج ” سأحول الميزانية المرصودة لهذه العملية لانشطة بديلة.
وقع حادث بعد مدة وجيزة كلحظة اختبار لماوعد به المدير حيث قفز تاجر مخدرات جدار الملاعب الرياضية بعدما تربص بفتاة الحي وهي تمارس حصة الرياضة رفقة زميلاتها بالدراسة .لينقض عليها كوحش كاسر وبيده سيف محاولا اقتيادها خارج أسوار المؤسسة لكن من سوء حظه ان المدير أخبر بالحادث فتبعه محاولا تخليص الفتاة من قبضته . حيث نزع السيف من يده ليمسك به من رجليه وهو يجره نحو الإدارة بعدما اتصل الموظفون بالأمن ورجال المطافئ الذين حلوا في ظرف وجيز .فتمكنوا من اعتقال الجاني .
هذه الصورة تلخص الحكايةبأكملها وإشكالية الإصلاح المؤجل داخل منظومتنا وبقاء حلها معلقا بين من ينظر باعتماده خطابا ورقيا لايقرأ واقعا ولايعالج أزمة ومن يطبق بجرأة ومغامرة محفوفة بمخاطر و آخر بيده سلطة القرار يكتفي بالشجب والتنديد فقط .