نجوم السياسة اليوم : نحن و نحن الأهم
المهاجري و ثقة كبيرة في تلك النفس…
إدريس الأندلسي
بالأمس تابعت برنامج على القناة الأولى كان ضيفه هشام المهاجري إبن شيشاوة و صاحب المقامات الصوتية التي أصبح لها صدى في المجال السمعي البصري. شاب من منطقة يمكن اعتبارها تنتمي إلى المغرب الصعب. منطقة شيشاوة ليست معبرا بين مراكش و ايمنتانوت في إتجاه أكادير. شيشاوة منطقة جميلة تمتد جذورها في جبال الحوز التي تربط بعض سهول “اسيف المال” بأعالي جبال الاطلس.
هشام المهاجري شاب لا أعرف ان كان منتميا لتيار فكري معين. خلال الفترة التشريعية السابقة تميز بتدخلات أعتبرها البعض شجاعة. واجه بكثير من الجرأة حكومة سعد الدين العثماني. و شاهد الكثير كيف رافع وهو جالس إلى جانب وزير الداخلية من أجل تقنين إستعمال مادة الكيف لأغراض طبية. تساءل الكثيرون عن هذا الكائن السياسي الجديد و من يقف وراءه. يطرح الأسئلة بتجاهل العارف و لا يعير أي إهتمام لردود الفعل من يسار أو من يمين. بالأمس قال الكثير عن حريته في الكلام. و لملم الكلمات لقول الشيء و ضده. المهاجري ليس شخصا بسيطا يبني مجده من فراغ. هو إبن عائلة كبيرة في المنطقة و لها من الإمكانيات ما ستجعله بعيدا عن المنافسات الانتخابية في منطقة صعبة. من يعرفها قد يتعلم الكثير عن قواعد إختيار النخب في بلادنا.
و لأن الواقع يتغير، أود التذكير بمرحلة السبعينات حين كان الاتحاد الاشتراكي و النقابات تسيطر على شيشاوة. لن يظل أي وضع على ما هو عليه. من منا لا يعرف آثار “الزردة ” و النشاط على تمييع السباق الانتخابي. و بعد ذلك يصبح الكلام المباح سهلا لتدمير السياسة. المهاجري شاب يتقن البوليميك و يحسن أسلوب إقناع الغير بكل ما لا يصلح للاقناع. لا أعرف تكوين و مسار هذا الشاب المتألق و لكني أشك كثيرا في طريقة قراءته للواقع السياسي المغربي. خطير أن يغامر قيادي حزبي باعتبار خلطة اليسارى باليميني و بالرجعي و حتى الليبرالي مكونات لحزب يوثق به.
تكلم عن الديمقراطية الداخلية كأداة سحرية تجمع بين كل المتناقضات. قال المهاجري أنه قد يواجه وهبي و غيره و إذا انهزم سينحني و يقبل كل الاختيارات. دعونا نحلم بشكل جديد للحياة الحزبية في بلادنا. سوف نمسح بالانتخاب كل تناقض طبقي . المهم أن السيد أو السيد الزعيم المهاجري المحترم لا يجد أي مشكل لكي يتناقض من موقف الأمس. المعارضة بالنسبة له اقلية لا تحمل أي فكر عدا التركيز على أسعار المحروقات و اتهام رئيس الحكومة و الاتجار في في قضايا غير ذات أهمية.
اخترت أيها المحترم أن تتكلم كثيرا و تعودت أن تتكلم كثيرا و هذا شيء صعب و عواقبه غير متوقعة. لا تتكلم عن أشياء خلقت بفعل فاعل و أنت و غيرك لستم فيها بفاعلين. قبلك تكلم كثيرون و كل من لم يظن ” أن دوام الحال من المحال ” أقفلت في وجهه الأبواب.
ولقد أعذر من أنذر