آخر الأخبار

نحن الهامش

إدريس المغلشي 

مراكش تفتح ذراعيها للضيوف ، ترى هل تحس بما يخالج افئدتنا هذه الأيام من ضيق العيش واحداث مؤلمة يعتصر لها القلب حزنا من شدة وقعها عاصمة النخيل التي هجرتها البهجة بعدما تكالب عليها الرعاع وغاب عنها اولادها ليتركوها فريسة للأطماع لم تعد تحتفظ بطابعها الذي ميزها عن باقي الأصقاع بعدما غزاها تجار الأزمة الذين لا يحترمون تاريخها ولا أصالتها وجمالية هندستها ومآثرها وكيف زحف الاسمنت على مناطقها الخضراء مما اثر على هدوئها واستقرارها حتى اصبحت تعيش اختناقا حد كتم الأنفاس .لم تبدع قريحة المسؤول مشاريع للحفاظ على نقط قوتها فضاعت ولم يعد ممكنا التجوال بداخلها الا بصعوبة. واصبح الزائر ضحية حراس شرسين و سائقين مبتزين . وتلك صور نفرت العديد من معاودة الزيارة .
بغض النظر عن قيمة الحادث ونوعية وقيمة الضيوف وعدد الدول الحاضرة .كلها عوامل لن تزيد في رصيد المواطن المغلوب على أمره شيئا .مادام وقعه لن يتغير وطموحاته لن تغادر حدود مدينته ومادامت سياساتنا التدبيرية تكرس الفوارق لتجعل من وضعيته كمؤثث لمشهد عام لا يشكل حضوره فيه سوى جزء بسيط غير مؤثر . من يشاهد شوارع مراكش المضيئة ليلا يخال نفسه في احدى العواصم الاوروبية مراكش ارتدت حلتها وتزينت لتستقبل زوارها اسبوعا كاملا بمناسبة حدث عالمي كل الارصفة نظيفة بعدما تناوب على هذا الأمر عمال بشكل مستمر.المناطق الخضراء تضاعفت بشكل ملفت للانتباه يبهج النفس وانت تتجول في مسارات متعددة.رجعت لتصريح نائب العمدة اثناء انطلاق هذا الورش فقلت مع نفسي .هل التزم المسؤول بما قال ؟ فوجدت بعضا منه لم ينجز .من قبيل لم تحترم مدة نهاية الاشغال فقلت مع نفسي تلك سيرة الأولين فلماذا نستثنيه من هذه العملية؟ لمهم انه انجز بعض الشيء افضل من اولئك الذين يعدون ولا ينجزون ثم يدافعون بكل شراسة على خذلانهم وسوء اخلاقهم . لن اعلق على التشوير وهندسة الطريق في اماكن تعرف ضغطا كبيرا اوقات الدروة . كما يطرح سؤال المداومة في العناية بهذه المنجزات بعد مرور هذا الحدث حتى لا نسقط في الفعل المناسباتي ، فيطالها الإهمال وبعضا منها للتخريب والضياع نحتاج لسلوك مدني واعي بقيمة هذا الانجاز من أجل الدفع بالمسؤول لتعميم هذه الاشغال على باقي المناطق الأخرى لان هناك من يطرح سؤالا لماذا همت الأشغال بعض المناطق دون أخرى . وتم اقصاءكثير من الأحياء وكانها لا تنتمي لنفس المدينة .
قال صاحبي وهو يحاورني نحن الهامش الذي يؤثث الباقي فضاءاتكم الخضراء المزينة بأنواع الزهور والورود والتي نقضي فيها سويعات معدودة ثم نعود ادراجنا إلى مصيرنا المحتوم بعدما ضاقت بنا سكنيات كصناديق حشرتنا فيها وكالاتكم السكنية التي تتاجر بأمانينا في الاستقرار ،الأمر الذي يستفزنا في انتمائنا لهذا الوطن .حين نقارن بمستوى النظافة عندكم كل ساعة ونحن بالأسابيع. شوارعكم الفسيحة والتي تبدو مساء باضوائها الكاشفة وكأننا في زوال يوم مشرق بلاغيوم .بينما أحياؤنا تسبح في ظلام دامس اتاح الفرصة لقطاع الطرق بعدما صرنا طرائد لهم في كل ركن وزاوية انعدمت فيها الانارة والأمن. هل تقف الاصلاحات عند جدار المطار لتمتد الى اعماق حي جيليز بجوار البنايات الفارهة والنافورات المتدفقة والمنشآت السياحية الراقية .
نحن الهامش الخارج عن اهتمام المسؤولين الذي لايخضع لحساباتهم السياسية ولا لمشاريعهم المستقبلية. نحن الهامش المنسيون من مفكرتهم الا في الانتخابات حيث تكثر الزيارات. يازوار مراكش لا تنخدعوا بتلك الواجهات..!
ففي العمق والهامش تكمن ازمتنا ومشاكل عيشنا اليومي ، وحقيقة عيشنا و وجودنا ،فلو أطللت علينا سويعة لوجدت اغلبنا يئن تحت وطأة الاهمال والنسيان. فلا يغرنكم المظهر “الزواق يطير ولو كان من القصدير “