في الوقت الذي:
– تبين للشعب المغربي، بعدما جرب كل الأحزاب و الجماعات، طيلة هذا الزمن الطويل، نظافة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية و إخلاصه للشعب و خاصة طبقاته المسحوقة التي لم بيعها و لم حينها و لم يكذب عليها
– و بعدما بدأ تهافت الجميع على الحزب، من الصادق و الانتهازي و النادم على ما ضيع من عمره وراء السراب و الكذب.
– و بعدما كسد العمل السياسي في المغرب، و اصبح الجميع يطلب الحل عند أفكار و مواقف و مبادئ و برامج الاتحاد الوطني،
لا زال البعض ( و هو معلوم) يسبحون ضد الثيار، في غياب مناضلي جل المدن و الأقاليم و الجهات التي لم تقل كلمتها بعد، و التي تنتظر تغليب العقل و الصالح العام على التفرقة.
لقد آن الأوان كي نؤمن بأن استاذنا عبد الله ابراهيم قد توفي و ترك إرثا ثقيلا يصعب على أي منا تحمله لوحده. ذلك أن الاستاذ عبد الله الراعيم كان فلتة تاريخية مثله مثل الكثيرين الذين اخبرنا التاريخ عنهم. كما أنه لم يترك أي وصي عن الحزب في غياب باقي المناضلين سواء من هنا أو من هناك (؟)…
على المناضلين الحقيقيين الجلوس، بهدوء و بدون القاب و لا أوهام، لدراسة الوضع، و يغلبوا مصلحة الوطن و الشعب، و أن يتفقوا على الثابت و يغيروا المتحول ثم أن يسطروا خارطة الطريق قبل الرفيق.
و إني، انطلاقا من رأيي المتواصع، لا أرى خيارا عن ت حيد اليسار الوطني المغربي: شكلا و مضمونا،
دون هذا، فإن لعنة الوطن و عبد الله ابراهيم و الشعب ستلاحقكم في الدنيا و الآخرة.
إن جميع الحكومات السابقة التي تلت الحكومة الوطنية التقدمية لعبد الله ابراهيم و بالخصوص الحكومة الحالية، في نسخها الثلاث، تسائلكم: هل لا زال فينا رجل رشيد؟
عبد العزيز الحوري / مراكش