َفي هذا المقال الهام جدا، ينبه الباحث الاقتصادي، الحائز على نوبل للاقتصاد، والفيلسوف الهندي امارتيا صن لموضوع يهمنا هنا في المغرب على نحو خاص، ويتعلق بالسياسة الواجب اتباعها تجاه القطاع غير المنظم والعاملين به في ظل تاثيرات جائحة كورونا التي ادت الى انحدار حاد في مستوى معيشة قطاع عريض من هؤلاء ، و مايسترعي الانتباه في مقال الرجل، الذي بلور احدث نظرية حول العدالة The idea of justice مطروحة لتجاوز نظرية راولز الليبرالية، و درس من قبل اسباب الفقر والمجاعات و بلور مفهوم القدرات Capabilitys الذي يرتبط بمفهوم الحرية الايجابية، مايسترعي الانتباه هو تنبيهه الى خطورة امتصاص الاغنياء لكل المجهودات التي تبدلها او ستبدلها الدول لتجاوز مخلفات وتبعات ازمة كورونا مقابل توسع الفقر والحرمان في الجهة المقابلة، اذ يتوفر الاغنياء على امكانيات كثيرة للضغط وتوجيه السياسات العمومية الى الوجهة التي تخدم مصالحهم وثرواثهم، وفي بلد من قبيل المغرب حيث تجتمع الثروة والسلطة تصبح هذه الخطورة بالغة. واذا ما تم التعامل مع البرامج التي تم اطلاقها من طرف البعض بانتهازية، مع رمي الفتات لدر الرماد في العيون، فان البلد سيشهد تحصين غيتوات الغنى الفاحش باسم النمو والتنمية وحتى السياسات الاجتماعية و سينفتح على المجهول.
محمد نجيب كومينة