من أربك السكينة بكل طقوسها وألقى حجره الخامد في بركة لعله يثير نعرات بعدما عم الساحة هدوء يفضي لنقاشات تبحث لنفسها عن موقع. لقد تم استفزازنا في كل شيء. أينما وليت وجهك فلن تجد سوى مايفقدك رجاحة عقلك. فينتابك شعور وإحساس أننا نعيش زمن الإنحطاط بكل تمظهراته وتجلياته دون عناء تفكير أو بحث أصبحنا نعاين رموزه وأبطاله. “الزين كيحشم على زينو … والخايب الله يهديه”
في سياق مانعيشه من نعيق يحاول أن يملأ فضاءأفرغ من محتواه فتطاولت السنة الفحش على مقدسات الوطن ، في عربدة تائهة منفلتة من عنق كثير من الخلوات السافرة. لتخرج للعلن وتصدم الرأي العام ،بعدما أصبحنا نلاحظ إثارة الإنتباه بشكل فج تتمادى لحد الغثيان. لكن كل هذه الشطحات والعربدات لايجب أن يكون لها متتبعون يرفعون من سقف عدد المشاهدات التي تتوزع بين الاستغراب والدهشة. بل ونسلك بها مسار الترويج وهي تسارع الخطى بشكل حثيث فتنة وفسادا كما تفعل النار في الهشيم. لاننا نلاحظ ونتتبع ومن حقنا أن نتساءل في ظل هذا الوضع الجارف ، هل تستحق منا فعلا أن نلتفت إليها ونقوم بالدعاية لها بدعوى غيرتنا على المقدس والدفاع عنه ،
ثم هل يستقيم هذا الأمر ونحن نقدم على هذا الفعل ؟
لن أذكر الأحداث وما أكثرها في السر كما في العلن ،ولماذا تأتي في وقت لم نكد نودع فيه عيدا جاء هذه المرة على غير عادته محتشما يرتدي قناعا وقد اكتفينا من خلال وسائل التواصل بتبادل التهاني على عتباتها بإشارات وتعابير دون جلسات عائلية حميمية. نحن الشعب الإجتماهي بطبعه الذي يعتبر كل فرحة هي فرصة ومحطة لشحن أواصر القرابة والدفء العائلي. لقد حاصرنا الوباء في كل منطقة ضيقة ولم نعد نقو معها بالحركة فكيف يمكن لكل طقوس العبادة التي أغلقت أمكنتها وأصبحت خالية؟ كنت أتساءل مع نفسي أين هو دور أغنى وزارة في مملكتنا السعيدة في ظل الحجر الكلي؟ لم نسمع لها ركزا. بل أصبحت تعيش عطالة وخبا نجمها ونشاطها بعدما كانت في السابق حريصة يقظة ترصد أئمة مزعجين ،فتنزلهم غصبا من على منابرها بجرة قلم.
أين أنت ياوزارتنا الموقرة ياأغنى وزارة في مملكتنا السعيدة؟
إن التصدي لمثل هذه الوقائع والحلات لايمكن أن يؤدي دوره إلا بالتجاهل وسلك المساطر القانونية لردع مثل هذه السلوكات ،حتى لاتكون المحطة مقتصرة على التعبير عن مشاعر الغضب أو مطية سياسية لجهات معينة تستغلها في اتجاهات متناقضة لاتخدم القصد والهدف. وأحسن مثال
يحضرني في هذا الباب واقعة تجيب على سؤال الترويج تحت عنوان الدفاع عن المقدسات ماوقع في بداية التسعينيات حيث تم استدعاء فقيه جليل ليناظر ندا له في حلقة فكرية توقع لها المتتبعون أن تحقق أعلى نسبة مشاهدة فبعدما اتصل المنشط بالضيف الفقيه المشهود له بعلمه ونباهته. أجابه بأنه يتعذر عليه الحضور حينما علم باسم المناظر. ففهم المنشط أنه ربما هو تخوف وهروب من المواجهة فزاد في الحاح وطلب حضور الفقيه. فكان الجواب صادما وبليغا.
أشكر لك أيها الصحافي إلحاحك في الطلب ورغبتك في حضوري ،لكنك لاتعلم أنني أسقطت الاسم المقترح عدة مرات منذ لقائه بي في بداية السبعينات وأنت تريد أن ينهض على حسابي في التسعينيات وهذا لن يكون. لن أمنحه هذه الفرصةوأنت أمام خيارين : إن كنت صادقا في إصرارك على حضوري ماعليك إلا تغيير اسم المناظر بآخر. أو أعفيك من الحرج لن أحضر واختر له مناظرا آخر يناسبه.
ذ ادريس المغلشي.