محمد أمين بنيوب
في زمن ازمنة سنوات الرصاص والاستبداد وفي سنوات الخوف المظلمة،حيث كانت تستباح فيها البيوت ويعبث بساكنيها. كنا نجد من يحضننا ويساندنا. ونحن كاسرة اكتوت بنار الاعتقال،كنا نجد سي مصطفى حتا، شامخا، صامدا، قويا ومرافقا لنا بلا حدود.
عندما اعتقل اخي جمال وحوكم بثمان سنوات،أودع بسجن أسفي او مايعرف بسجن مول البركي.عفوا سفينة الأسمنت.
كان علينا أن ننتقل من مراكش اتجاه أسفي لزيارته. كانت الظروف المادية جد صعبة. كان بيت سي حتا بحي عزيب الدرعي ملادنا الرحيم. فالرجل عاش تحولات المغرب المعاصرة، وانخرط في العمل النقابي والجمعوي وكان من مؤسسي اليسار الجديد باسفي. ويكفي ان بيته احتضن تأسيس نواة منظمة العمل الديمقراطي الشعبي ومقرا للاجتماعات. اضافة لذلك،فسي مصطفى حتا، كان فنانا مرهفا،يجمع بين الرسم والنحت. وعندما تلج بيته، ياخذك للتو لورشته الفنية لتقف على إبداعاته الإنسانية.
لااحد يمكن له أن ينس ان الرجل وضع بيته رهن إشارة كل المناضلين الذين يحلون بمدينة أسفي وتقاسم معهم طعامه وافرشته. وكل من تاه، فمقصده بيت حتا.
حتى وان غبنا عن زيارة اخي جمال للسجن، كان سي مصطفى حتا واسرته،تزورانه باستمرار وتغطي جل احتياجاته.
جد حزين على فراق رجل وطني كبير وهب حياته للناس دون أن ينتظر مقابلا. في زمن سنوات الرصاص،وهبنا الله ملاكا جميلا، رافق معاناتنا بحب وسخاء وهول علينا عزلتنا ومتاهتنا. كان يقول لي، هذه ضريبة نضال حب البلد. باخلي البعض من حتى والكثير من بصمات سي حتا مصطفى.
انا لله وانا اليه راجعون ورحمة الله على المناضل النقابي الكبير الرفيق العزيز سي مصطفى حتا.. خالص العزاء والمواساة للعزيزات رشيدة وسعيدة ومنى والعزيز عادل وللوالدة الفاضلة. ولاصهاره عبد الصادق السعيدي وعبد الإله الزهراوي وحميد الاسطوري.
لله الأمر من قبل ومن بعد.