شهدت مدينة مراكش على مدى يومي الجمعة والسبت 25 و 26 يناير الجاري، أشغال المؤتمر الدولي الأول لتثمين النباتات العطرية والطبية بحضور مهنيين وخبراء ومستثمرين مغاربة وأجانب في هذا القطاع ذي القيمة المضافة العالية.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي تنظمه، مجموعة منارة القابضة للصناعات الغذائية ومواد التجميل الفاخرة، تحت شعار “تثمين النباتات العطرية والطبية، السوق الدولي والموارد المحلية”، اعتماد مقاربة للنظام البيئي الصناعي الإقليمي ترتكز على تثمين النباتات العطرية والطبية.
كما يروم، هذا المؤتمر المنظم بشراكة مع مجلس جهة مراكش – آسفي، وبدعم من وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى المساهمة في تطوير قطاع النباتات العطرية والطبية، وتحديد المبادئ التوجيهية لتعزيز فرص الأعمال الخاصة بهذا القطاع، في إطار السيناريوهات الجديدة للتنمية المستدامة والمنافسة والعولمة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد يوسف محيي، رئيس مجموعة منارة القابضة، أن المؤتمر يشكل فضاء للتبادل بين الفاعلين المؤسساتيين والمقاولات والخبراء ومراكز البحث وممثلي الجامعات والتعاونيات، حول التطور الذي شهدته سلسلة النباتات العطرية والطبية، وفرص تطورها في الأسواق الوطنية والدولية، والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي تم إحرازه، إضافة إلى أوجه استعمالها وتثمينها الصناعي.
وأضاف أن هذا اللقاء يفسح المجال لإبرام شراكات وتحالفات تجارية والتخطيط للقيام بجملة من الاستثمارات، ويشكل أيضا مناسبة لتعزيز المؤهلات المتميزة لصناعات النباتات العطرية والطبية لتنمية جهة مراكش -آسفي وتعبئة جميع الطاقات، والتأكيد مجددا على المكانة المركزية لهذا الموروث الطبيعي والثقافي الذي يعتبر مصدر غنى اقتصادي واجتماعي وثقافي هام، مشيرا إلى أن النظام البيئي الطبيعي مكن المغرب من التموقع ضمن خانة أفضل عشر دول منتجة للنباتات العطرية والطبية على مستوى العالم.
من جهته، أوضح المدير الجهوي للاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة مراكش -آسفي، السيد عبد العزيز قابل الحق، أن هذا الحدث الهام يندرج في إطار الاهتمام الخاص والمتنامي الذي يتم إيلاؤه لقطاع النباتات العطرية والطبية من قبل السلطات العمومية والقطاع الخاص للنهوض به، مشيرا إلى أن هذا القطاع يستفيد من عدة ميكانيزمات ومخططات وطنية، لاسيما مخطط التسريع الصناعي، ومخطط المغرب الأخضر، والعقد البرنامج المبرم بين الدولة والفيدرالية الوطنية للصناعات الغذائية.
وأكد أن المؤتمر يشكل لحظة متميزة لتحقيق مقاربة النظام البيئي الصناعي الإقليمي التي ترتكز على تثمين النباتات العطرية والطبية بالجهة ، ويأتي تتويجا لمسلسل انطلق منذ عدة سنوات.
من جهتها، رحبت السيدة ثورية إقبال، ممثلة مجلس جهة مراكش – آسفي، بانعقاد هذا اللقاء الدولي الذي سيمكن من الاستفادة من التجارب والخبرات الرائدة في مجال إنجاز مشاريع ناجحة في ما يتعلق بتثمين النباتات العطرية والطبية، والذي سيشكل قيمة مضافة عالية للجهة وللمغرب بشكل عام.
وبعدما أكدت على المكانة الهامة التي تحتلها جهة مراكش – آسفي في قطاع النباتات العطرية والطبية الذي يدر على الجهة إيرادات إجمالية تناهز 650 مليون درهم، جددت السيدة إقبال التأكيد على انخراط والتزام مجلس الجهة بمواكبة كل المبادرات الرامية إلى تثمين النباتات العطرية والطبية وتسهيل استقطاب المستثمرين لتحفيز تنمية هذه السلسة بالجهة.
إثر ذلك، قدمت مديرة مجموعة منارة القابضة، السيدة كوثر فيلالي، لمحة موسعة عن هذه الجمعية المغربية المتخصصة في الصناعات الغذائية ومواد التجميل الفاخرة.
وتضمن برنامج هذا المؤتمر 12 ندوة ناقشت مواضيع تهم “استراتيجية تنمية النباتات العطرية والطبية بالمغرب”، و”الابتكار وتثمين النباتات العطرية والطبية بالمغرب”، و”التثمين وسوق النباتات العطرية والطبية بالمغرب”، و”استراتيجية الوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية”، و”تثمين النباتات العطرية والطبية بجهة مراكش -آسفي، قصة تجربة”، و “تثمين النباتات العطرية والطبية وتقنيات الإنتاج من أجل جودة أفضل”. إضافة إلى “تثمين النباتات العطرية والطبية والتدبير المستدام للتنوع البيولوجي”، والتثمين والتكنولوجيا الإحيائية للنباتات العطرية والطبية”، و”التثمين واستراتيجية احتكار سوق النباتات العطرية والطبية”.