آخر الأخبار

نقطة فاصلة نظامية 

مصطفى المنوزي

حينما أعرض مواقفي عبر مقالات أو أشرطة لا أبحث عن مديح أو مجاملة ولا بخلفية الظهور ، وإنما لكي أؤكد على أن هناك ما يهدد المشترك فيما بيننا كتقدميين ، أوبيننا كوطنيين إن بقي للوطنية من محل مقاوم للتجاهل والنسيان ، ولذلك فكلما تفاعل المعنيون واستوعبوا الرسالة ، كلما تقوى حضورنا ، ما دام الصمود موضوعيا ، فنحن نظل حاضرين حسب حاجة الوطن إلينا ، فلسنا ولا ندعي أننا نساء أو رجال المرحلة ، فهذا تحصيل حاصل بالنسبة لكل واحد يتحمل مسؤولية تدبير المهام المنوطة به ، حسب نوعية الإلتزام أو كيفية التكليف . من هنا سنظل رهينة القاعدة العلمية المأثورة ” العضو الذي لا يعمل يموت ” ، وعليها نؤسس مقاربتنا إضافة إلى مقولة ” تكلم لأراك ” ، وكلما تماهت تلك القاعدة مع هذه المقولة ، تشكل الخيط الناظم في صيغة مجهود فكري وتصريف واقعي ، يستلهم قواعده من فلسفة الحق الملهمة لفلسفة الفعل، كحاضنتين ومحصنتين لمطلب الصمود وآلية المقاومة حتى لا يسقط كل ما راكمناه من تجربة واعية في العدم ، لذلك لا تطلبوا منا العمل في صمت ، فليست الحكمة إلا برد الفعل إقترانا مع التقدير بمزيد من التفكير المتأني ولكن الناجع والبديهي غير الإنتظاري . صحيح أننا نختلف من حيث المقتربات ، لو توافقنا على المبدأ ، لكن الثبات مشروط بتحيين زوايا الإلتقاء والتقاطع ، وما الحوار إلا مظهر يجسد إرادة التواصل المفضي إلى بناء الحد الأدنى المشترك ، وبتوسيعه وتعميقه ، ولعله يتجلى في محاولة إجبار خصمنا أو عدونا المشترك على تنفيذ ما التزم به ضدا على خياراته البنيوية . وفي قاموسنا المشترك ندعوها معركة التحرر والديمقراطية ونبذ الفساد والإستبداد . فهل من مبادرات مكلِفة بوجيبة التضحيات ، وذلك أدنى ما يستوفى ، في كل صراع فكري وسياسي واجتماعي وثقافي