نقط تائهة على السطر .
أو بمنطق الضيف حين قال
“تستاف الهضرة ” يعني ترتيب الكلام .
استضاف برنامج نقطة إلى السطر وهو عنوان مثير لا أدري دواعي اختياره بتلك الطريقة . لكن مضامينه تفصح عن هويته ولنا عودة للتفصيل فيه لاحقا حتى نقف على مدى جديته ومساهمته في تحقيق اهداف تأطيرية للمواطن .
منذ الوهلة الأولى يبدو منشطو البرنامج متواضعين وقد تم اختيارهم على المقاس بالكاد يطرحون السؤال وبشكل محتشم ينتظرون الجواب . بل تراهم غير متفاعلين مع الرد المناسب في اللحظة المناسبة مضى زمن الشغب الفكري والنقاش السياسي بمستواه العالي الذي يطرح أسئلة الشارع والرأي العام .منذ الحلقة الأولى لم يوفقوا في خلق تلك الدينامية في النقاش القادرة على احراج الضيف والوقوف على مدى تمكنه من الملفات وجاهزيته للدفاع عن أطروحة الحزب إن كانت هناك فعلا أطروحة فالحقيقة الواضحة أن أحزاب الإدارة بدون رسم ولادة شرعية .لكن فاقد الشيء لايعطيه كما يقال .
ضيف هذه الحلقة الطالبي العلمي عن حزب الأحرار أو ماتبقى من صقور الحزب الذين أصبحوا انتهازيين بامتياز بل وقحين لدرجة لاتتصور . الحلقة عموما تميزت بكثير من الملاحظات حيث طغت لغة الخشب والدعاية وهي سمة غالبة على كل الحلقات التي مرت فالضيف احتكر الكلام والجميع يستمع لا أحد يجرؤ على التدخل لمباغثة الضيف بل تراه يسعى جاهدا لتمرير أكثر الرسائل الممكنة مستفيدا من المساحة الزمنية المتاحة له. لم نشهد أسئلة تحرجه من قبيل على الأقل في باب اختيار المناضلين والمنظومة التي رددها أكثر من مرة دون أن يساءل عن هويتها وتفكيك مضامينها حتى نفهم أساسياتها الفكرية . كان الأولى به أن يجيبنا في هذا الإطار على عدم صدور موقف رسمي من الحزب بعد بلاغ يتيم لذر الرماد في العيون بعد حدث الحكم الأخير الصادر بثلاثة سنوات سجنا في حق صاحب شريط الحملة الانتخابية للغرف المهنية بكلميم وهو يوزع أوراق مالية على الناخبين. لم نسمع بقرار مادام صاحبنا يتكلم عن المؤسسة والقوانين .ام هي فقاعات فقط .حط الحوار بنفس المدينة مسلطا الضوء على رئيسة الجهة ومغيبا هذا الحدث الذي يكشف حقيقة حزب ” الشكارة ” الذي يتناقض في معرض حديثه بين البعد التنظيمي واستقطاب الأعيان حيث صرح الضيف بمعطى يفضح نوايا هذا الحزب حيث أثار الصحفي إشكالا عميقا دون أن يسترسل فيه ليفضح ويفند البناء التنظيمي الوهمي للحزب. حيث لم يعالج إشكالية الأعيان مع مناضلي الحزب وبدا الطالبي محرجا وهو يحول النقاش لنوع من التهريج “الباسل ” الذي لن يفيد المتتبع .إنه إشكال عميق لم يعد مقتصرا على الأحزاب الإدارية فحسب بل تجاوزها ليصل إلى الأحزاب التي تصف نفسها بالوطنية مضحية بنخبة مناضليها في سبيل الجاهز.فالأهم المناصب والمكاسب على حساب مسار الحزب ومناضليه .
الأمر الثاني المستفز أثير النقاش حول موضوع تسقيف المحروقات دون استحضار ملف 17 مليار الذي ترك وراءه لغطا كبيرا دون حسمه ويظهر جليا أن صفقة تمت تحت الطاولة دون أن نسمع عن متابعة بل ورقة تحرك في الوقت المناسب دون إخضاعها للجانب المؤسساتي وللقانون أولا. بدا الصحفيان مع التسيير غير قادرين على اقتحام هذا الموضوع بل الأفظع من ذلك حين وجدت صحافية القناة الأمازيغية نفسها في حالة شرود في الملف وهي تفتقر للمعلومة الصحيحة ولم تكن مستعدة بمافيه الكفاية .
الحلقة نموذج سيء الإخراج لعقلية السياسي الإنتهازي الذي ابتليت به الساحة فأنت تتابع الموضوع وتطرح سؤالا يبدو منطقيا. هل يسير الفعل السياسي من دوره الحقيقي التطوع والمبادرة إلى المقاولة والخوصصة ؟
ذ ادريس المغلشي .