إدريس المغلشي
لانشك لحظة ان وزير التعليم وصل إلى الباب المسدود ولعل الصورة او لنقل (تبهديلة الوزير )وهو يحضر لحظة استماع بمعية رئيس الحكومة والنقابات التعليمية الاربع اكبر شاهد على نهاية مساره في تدبير ملف شائك وملغوم .مما سيعجل لامحالة بإنهاء مهامه بعدما حصد غضب الجميع واستطاع ان يحقق انجازا فريدا بتوحيد كل مكونات المجتمع ضده .
المستفيد من هذه الواقعة سكان المطبخ الداخلي للوزارة “الكوزينة”وهم اكبرالمستغلين والمتفرجين الذين سارعوا لحظة صدور النظام الأساسي المشؤوم والذي خرج من رحم معاناة وازمة لم تكتمل بعد ايام ولادته الطبيعية والقانونية، بتصاريح وكلام حلق عاليا في سماء التفاؤل وهم يبشرون نساءورجال التعليم بالفتح المبين ،اختفوا لحظة ” الحزة “ولم نعد نشهد لهم ظهورا كما في السابق. غابت معالم الرجولة والشهامة و المساندةسيماوان عرابهم وكبير سدنتهم وكهنتهم (بنزرهوني) الذي يعرف جيدا من اين تؤكل الكتف قد قلل من ظهوره إن لم نقل اختفى كلية.اعلم جيدا ان كثير من مكونات النظام الاساسي وهندسته ترجع لهذه الشخصية اللغز والتي ساهمت في جل مقتضياته من خلال المضامين والصياغة وهو الموظف الذي راكم تجربة بوأته مكانة داخل بناية العرفان.
مع هذه الازمة لاحظنا كيف سارع بعض المسؤولين الى تبني منهجية متخلفة من خلال اجراءات بليدة تروم تكسير نضال الساحة من قبيل عقد لقاءات مع الاباء او تقديم عروض شرح المضامين للمديرين وكل هذه الآليات باءت بالفشل بل ساهمت في تأجيج الساحة.الحوار المساهم في الحل هو النقاش حول النقط المستفزة بشكل انتقائي للاساتذة والتي تتغيى عزل هذه الفئة .لكن الاحتجاجات التي فاقت التوقعات ابانت عن خلاصة وحيدة.إن مركزية دور الاستاذ في الاصلاح لامحيد عنها.لا إصلاح بدون استاذ تصان كرامته ويتمتع بكافة الحقوق .وهي رسالة واضحة لاتقبل المغالطات ولا التسويف ولا المزايدات .
العجيب والغريب في هذه النازلة كذلك ان كثيرمن المسؤولين المجاليين التابعين للوزارة لايتمتعون بروح المبادرة النوعية التي تصطف الى جانب المجال لتعلن الانتماء الحقيقي له بنوع من الجرأة والاستقلالية بل اغلبهم سجناء التعليمات والخطاب الرسمي الذي يرتكز اساسا على لغة الخشب لأنهم ينتظرون في كل مرحلة الاشارة من المركز بعض الظرفاء علق على الوضعية ان اغلبهم لايمتلكون القدرة على الفعل لان (التيليكوموند كاينة فالرباط) وقد تكون في أماكن اخرى خارج اسواره.قد تتعطل مصالح الجهة والمجال لان المسؤول الجهوي أو الاقليمي يعاين احتقانا وتوترا في الساحة وشللا عاما في المرفق فلا يتدخل ولايبادر بالحل لأنه بكل بساطة لايملك القرار الذي هو في الأصل ممركز بشكل يمكن اعتبار الادارة الجهوية غير مستقلة بل ملحقة تابعة له .وهنا نسائل ماصحة الجهوية واللاتمركز واللاتركيز مادمنا نختار عينة من المسؤولين الفاشلين التابعين الغير مبدعين ؟ قد نشاهد انتفاضة مسؤول ضد قرار طوق ازمة ولانعاين عجز آخر اكتفى بتقرير يتيم يصف الحالة دون تدخل ولاحل. لقد اصبحنا أمام إدارة رغم تواجد علاقة افقية وعمودية لكنها غيرمنتجة ولا متحررة ، فقطاع التعليم يعيش وضعية جزيرات ومقاطعات لارابط بينها ، مادام كل مسؤول يقول (راسي ياراسي… ومن بعدي الطوفان …) فلن ينهض التعليم بمثل هذه النماذج السيئة الذكر .